خلف حناجر المحتجّين الذين نزلوا ليل الخميس الى الشوارع إحتجاجاً على إرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة ودخان الإطارات التي ملأت الطرقات في مشهد تصاعدي يُنذر بثورة جياع، تساؤلات سياسية يجوز طرحها ولو أن لا مكان للسياسة و”وماورائياتها” في لحظة تردّي الأوضاع المعيشية والإقتصادية: هل من دور خفي لـ”حزب الله” في تحريك الشارع من أجل توجيه رسالة الى من يعنيهم الامر بانه يملك عصمة الشارع ويستخدمها متى إستدعت الحاجة، خصوصاً ان تحرّكات الخميس كانت لافتة بشعاراتها التي طالت تحديداً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبمكانها، إذ كانت على أرض مناطق محسوبة على الثنائي الشيعي كانت حتى الامس القريب تعتبر خارجة عن خريطة تحرّكات 17 تشرين؟
وأبعد من ذلك، هل صحيح ان حزب الله أطلق صفّارة الإنذار لإسقاط حكومة الرئيس حسّان دياب عشية إستحقاقات عديدة في الداخل والخارج لعل أبرزها بدء تنفيذ قانون “قيصر” في 17 الجاري وما سيحمله من تداعيات كبيرة على محور الممانعة بقيادة ايران، لذلك هو بحاجة الى حكومة تحظى بحدّ ادنى من الثقة الداخلية والمحلية لمواجهة التحديات المقبلة؟
عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب انور جمعة اوضح لـ”المركزية” “ان تغيير الحكومة “عقلاً ومنطقاً” غير وارد، لان النتائج غير مضمونة والبديل حتى لو كان مؤمّناً لن يُحرّك ساكناً، وهذه الحكومة تقوم بما تستطيع فعله في ظل الازمة الكبيرة التي تعصف بالبلد، فالجدار كبير جداً ولا احد يمكنه إحداث خرق عاجل ومباشر الان”، معتبراً “ان هناك شائعات تروّج في هذا المجال لا يجوز الاستمرار بها، لان وضع البلد حسّاس”.
وتحدّث عن نيّات غير صافية لتثبيت سعر صرف الدولار من قبل المعنيين (ليس الحكومة) والمتلاعبين بالعملة”، معتبراً “ان الاتّهامات التي تُساق ضد حزب الله بانه يُهرّب الدولار الى سوريا هدفها صرف النظر عن حقيقة الازمة”.
واكد “ان حزب الله هو الوحيد في لبنان الان الذي يضخّ الدولار في السوق. فهو يضخّ ملايين الدولارات شهرياً وهذا الامر يساهم في عدم سقوط لبنان راهناً وفي تحريك العجلة الاقتصاديةً”.
وقال جمعة “الاميركي يُخطط لخنق لبنان والضغط عليه سياسياً وعبر شروط صندوق النقد الدولي من اجل إخضاعه وتفتيته لاحقاً الى جزئين. وهو يخشى ان يلقى مصير الاتحاد السوفياتي، لذلك هو يستشرس ويتوحّش حتى مع شعبه لانه يعلم ان نجمه بدأ بالأفول”.
واشار الى “ان الخسارات الميدانية للاميركي في دول عدة يحاول تعويضها بالاقتصاد والدولار”.
وجزم بان حزب الله يلعب دور الاطفائي لاخماد النيران بين مختلف الفرقاء وهو يمدّ يده للجميع من اجل بناء هذا البلد، وهو دفع ضريبة الدم من اجله، وهذا يُعطي لخط المقاومة وسام الاستحقاق بانه هو الحريص على البلد”، مشدداً على “اننا نقوم بدورنا بعقلانية، وندرس كل خطواتنا من دون تهوّر”.
واضاف “الضغوط الاميركية على البلد كثيرة، والكلام عن عقوبات تطال دولاً غير خاضعة له الى جانب وقف المساعدات للبنان لن تُجدي نفعاً”.
وختم جمعة “لدينا ايمان كبير بان المطبّات التي واجهتنا باتت وراءنا، وما يُحكى عن اننا فرضنا سلاحنا على اللبنانيين وسفكنا الدماء غير صحيح. والمخلص هو اشرف انواع الايمان وهو من سيؤدي الى حماية الوطن”.
المصدر:”المركزية“