ميدان برس – شادي هيلانة
ما زالت الأحزاب الفاسدة ببرلمانها وحكومتها وقوانينها المشبوهة تصر على معاداة الشعب اللبناني الذي عانى من انعدام الأمن وانتشار القتل بين أبنائه وفقدانه أبسط مقومات الحياة اللازمة بسبب تسلط هذه الأحزاب وتنافسها المحموم للوصول إلى غاياتهم غير المشروعة بصنع ذرائع واهية لبقائهم وتسلطهم على مقدرات الشعب ورهن خيراته وثرواته للخارج. وترك الشعب اللبناني لا يملك قوت يومه في بلد من أغنى بلدان العالم.
أحزاب إعتمدت وسائل البلطجية من بعد ثورة ١٧ تشرين ، تدُس عناصرها في ساحات الاعتصام بوجه الشباب العزل ، تلك الأصوات الصارخة عن كل لبناني حر وشريف ، وللأسف يتم حماية الزعران لان السلطة بيد هؤلاء الكاتمة لكل اصوات التغيير والإصلاح الحقيقي، غاياتهم الفعلية بعيدة كل البعد عن الشعارات الممزوجة بالجوخ والحرير ، ليبقى البلد تحت قبضة أحزاب الكذب والنفاق ، وهي المستورة بسياسات المصلحة والشخصنة الفردية امام تغيير تطمح اليه شعوب ذاقت مرارة الوعيد في كل مناسبة وكل احتفال ، واحياء ذكرى شهداء نبذوهم في مثواهم الشريف ، فذهبت تضحياتهم سُدًى ، بإنتظار قافلة جديدة يتغذون منها مجددًا زعماء الطوائف والعنصرية..
تتمثل خطورة هؤلاء البلطجية في كونهم أدوات عنف بلا عقل ، فيخرج حاملًا سلاحًا أبيض ويشهره فى وجهك ومن معك، فماذا يمكنك أن تقدم ؟ تشتبك معه وإما أن تقتله أو يقتلك أو يعتدي على أسرتك أمام عينيك دون أن تقدم شيئًا.. فهذا ما أتحدث عنه، إنها جرائم سلب الإرادة، التى تقف أمامها مكتوف الأيدي لا تملك خيارًا أو حلولًا تقدمها، بل يفرض عليك الظرف مواجهة حتمية ليست من اختيارك، ولا يمكنك أن تقيس أو تتوقع نتائجها.
- لماذا تعتمد الأحزاب على هؤلاء ؟:
تفتقد الأحزاب اللبنانية ومناصروها اليوم إلى الوعي السياسي والاجتماعي الذي بدوره يلعب دورًا كبيرًا في معيار الاستقرار الداخلي، لا تزال العقلية اللبنانية مبنية على القوة والسلاح و”البلطجة” لتحقيق الهدف دون معرفة النتائج التي قد تسفر عنها، فبقيت هذه الأحزاب تعتمد لغتها المعهودة ولم تخرج من قمقم الحرب الاهلية ، بالرغم من مرور زمن لتكن تبقى ذهنية زعماء الحرب هي السائدة في تحفيز مخططاتهم ، يعتمدون على البلطجة للحفاظ على وجودهم ومراكزهم ، وتعزيز سلطتهم التي تعتبر من القدسيات ولا مجال بالمسّ بها ..
ان ما حصل بالأمس سيُكرر في الفترة المقبلة المزيد من هذه الخضات “المصطنعة” ، فإنهم يصرحون عكس ما يريدون ، بدايةً في المطالبة بدولة مدنية عصرية، ومن جهة ثانية يُضمرون لإفشالها لأنهم يتغذون من دماء الطائفية والقتل على الهوية ، ” أفعالهم غير أقوالهم ” يهتفون بمحاربة الفساد وإصلاح مؤسسات الدولة ، ومن جهة أُخرى يمزقون الملفات المرتكبة لِيبعدوا كل الشبهات لأنهم مرتكبون ومُربكون .
فهُم المُستفيدون من كل عملية اختلاس وسرقة وقحة امام عيون ونظر القضاء ، يتدخلون بكل التفاصيل الواردة وبكل شاردة لإنعاش صندوق الحزب الاقتصادي ، على حساب اقتصاد الدولة ومقدراتها ..
شادي هيلانة- ميدان برس