طريق ضهر البيدر… مصيدة للعابرين برعاية الدولة..!!

طريق ضهر البيدر أو “طريق الموت”، كما يُطلق الأهالي عليها جراء كثرة الحوادث المُميتة والقاتلة، وذلك بعدما خربتها عوامل الطبيعة وتراكم الإهمال. فلا يغيب اسبوع الا وتفجع المنطقة بخبر مقتل أحد مواطنيها بحادث سير، بفعل غياب السلامة العامة، من إنارة وحاجز وسطي. وما زاد “طينة الطريق سوء بلّة”، الحفر والتشقّقات، حتى أمست كالأخاديد والخنادق.

فهذه الطريق، منذ أكثر من أربع سنوات، لم تُرمّم بالرغم ممّا تتعرّض له من تخريب، جرّاء جرف الثلوج والجليد في فصل الشتاء، كونها تمرّ في منطقة، يصل ارتفاعها عن سطح البحر الى اكثر من 1500 متر، ما يجعلها عُرضة للثلوج والجليد. والطريق ممرّ لمئات الشاحنات والسيارات يومياً، كونها تُعتبر شريان البقاع الرئيسي، يربط العاصمة مع البقاع، ومعبر لبنان الى الوطن العربي.

بدءاً من مفرق قبّ الياس باتّجاه بيروت وصولاً الى عاليه، تحتاج الطريق الى ترميم وتزفيت، وتأهيل، لأنها أكثر النقاط التي تشهد حوادث سير، تلك الفاصلة بين المريجات وبحمدون كونها الأكثر تخريباً وتنتشر الحُفر عليها، لتتحوّل مصيدة لأرواح الناس وأعطال السيارات، في ظل وضع اقتصادي صعب، وسبباً للحوادث القاتلة، ما دفع بالأهالي الى أن يُطلقوا عليها اسم “طريق الموت”.

الإنارة عليها لم تُستكمل، ما زال جزء يمتدّ من نقطة الصحة حتى مُثلّث قب الياس يحتاج الى تأهيل الشبكة من قبل وزارتي الاشغال والطاقة.

يكفر الموظف جمال خليل بوضع الطريق، لأنه مُجبر على الإنتقال بسيارته أربعة أيام في الأسبوع، من البقاع الى بيروت، ويقول بتأفّف: “ما بكفّي انو الواحد يستهلك أعصابو، صارت أعطال السيارة من روزنامة المدفوعات”.

لا يختلف حال سالم عزام عن كثيرين، يضطرّ على مدار ثلاثة ايام، لسلوك طريق ضهر البيدر ذهاباً واياباً لإنجاز عمله، يقول إنه تعرّض لحادث منذ ثلاثة أشهر، في أثناء عودته من عمله في بيروت، وكاد أن يُقتل خلاله لولا القُدرة الالهية”، ليُحمّل الدولة مسؤولية ما يتكبّده من خسائر فادحة في السيارة، “ما عاد لحّقت دواليب وقُطع سيارات”.

من جهته، يؤكّد رئيس اتحاد بلديات البقاع الأوسط محمد البسط لـ”نداء الوطن” أنه تقدّم بعدد من المراسلات والكتب الى المعنيين، وخصوصاً الى وزارة الاشغال، وقال: “شرحنا حال الطريق المُزري الذي تحوّل الى طريق الموت، وتمدّد التفسخات والحفر وسطه، وليس عند أحد اطرافه. لا يُعقل ان يُدير المعنيون الأذن الطرشاء لواقع هذا الطريق، ولم يعد مقبولاً أن يربطوا ترميمه بالانتهاء من أعمال الأوتوستراد العربي، لكون الاوتوستراد يُعاني من مشاكل الإستملاكات وقد لا تنتهي في المدى المنظور. ويُضيف: “البقاع يُشكّل ثلث لبنان، ما من منطق ان يستمرّ الطريق بتهديد أرواح اكثر من مليون لبناني”.

ويُكرّر البسط مناشدته وزارة الاشغال لأن تعمل على تزفيت الطريق بأسرع وقت، “فكلّما سارعت بتأهيله كلّما انقذت أرواح لبنانيين يُقتلون عليه بحوادث مُروّعة”.

أما رئيس بلدية المريجات جمال مشعلاني فيقول لـ”نداء الوطن” إنّ “حال الطريق جعلت البلدية كموظّف لعدّ الحوادث، وربّما لا يمرّ يوم الا ويكون نصيب المنطقة حادثاً عند نقطة ضهر البيدر، بسبب سوء حال الطريق”، ويسأل عن وعود وزارة الاشغال في الحكومة السابقة، “وعدونا بتأهيل الطريق وتزفيته، وبأنّ ميزانيته رُصدت”. وأمل مشعلاني من الوزير الحالي أن يباشر بتأهيل الطريق “رحمة بالعابرين عليه”.

المصدر:”نداء الوطن