ماذا جنى الشعب اللبناني من الخطابات الأيديولوجية التحررية، و”بعبع” حاضر مع كل مُطالب لِحقٍّ ووجودٍ ، “بعبع” يُستعمل عند الطلب والحاجة، هو الذي سلّم مقدرات البلد بإتفاقيات خيالية!
بل أضافوا “ولمّ نكن نتوقع أن يقدموا عروضًا مجانية مهمتها تطوير الاقتصاد الإيراني على حساب لُبنان ومستقبله، الشعب لا يطالب بالمعجزات بل بالحقوق وصيانة إستقلال البلد من يد العابثين بأمنه وسرقة ثرواته. وقد عبر عنها الثوار الأبطال، نعم، وطن خالٍ من النفوذ الإيراني وباقي الأجندات الخارجية.
كيف سنتعايش مع حكومة ليس لها اي بداية لبصيص أمل وستستمر الى عام 2023؟
حكومة تقف مع مطالب الشعب المشروعة، التي تعزز من قدرة صمود ورفع البلاد الى مستوى باقي البلدان التي سبقتنا في كافة المجالات وهي لا تمتلك العمق الحضاري مثل تاريخنا الحافل المفرح المعطاء، لكن الفساد والفشل والخيانة جعلته متأخرًا مع الأسف، هذا الكلام أكيد يثير غضب الآخرين من الجاثمين على صدر الشعب خلال 30 سنة، وهم حاملين معاول التهديم من أجل إيران ومشروعها الشرير.
قالوا، أن “المصيبة ليست في ظلم الظالمين بل في صمت المظلومين”، لن يهدأ الشعب اللبناني عبر ساحات الإحتجاج وهو يطالب بوطن حقيقي، ولو سالت دماء الشباب الطاهرة تحت هذا الهاشتاغ الوطني لكي يروا وطنهم في أفضل حال يسوده الأمان والحرية والاخلاص والتطور المنشود.
الشعب يدرك جيدًا، إن الحكومة من ذات المنظومة التي دمرت البلاد من خلال تحالف ثنائي الملذات، ولكن من باب الشعور بالمسؤولية الوطنية والتي لا تمر على عقولنا الشعب لن يعطي فرصة، لأن هناك من يقول “الكتاب واضح من عنوانه”، وهو الذي أطاح بمنطِق “لا تحكم على الكتاب من غِلافه”، بغية التقييم الحقيقي للحكومة.
هل هناك جدية بالقضاء على الميليشيات والفساد والإرهاب محور الظلام والتجهيل والدمار وإعادة النظر بالاتفاقيات وفقًا لمصالح لُبنان العليا؟ هل بإستطاعتكم إلغاء رواتب رفحاء والرواتب الثلاثية والخماسية والجريمة المالية بحق البلد وأهله؟ وتخفيض رواتب المسؤولين لمستوى المدير العام بنسبة لاتقل عن 30%، ودعم المنتوج الوطني وتقليل نسبة الإستيراد لما يماثلها في الانتاج المحلي؟ القضاء على البطالة ، وفصل الدين عن السياسة، والتهيؤ والإستعداد للإنتخابات القادمة بما يضمن نزاهتها وشفافيتها وأهمّ ما فيها إلغاء التصويت الخاص لعدم عودة الزعامات الميليشياوية؟ وتعديل قانون الأحزاب ليكون أكثر تشددًا، وكشف وإحالة القتلة والسارقين إلى القضاء ؟ اعتقد هذه الامور ليست صعبة التنفيذ إذا توفرت النية والعزيمة والإصرار على ذلك.
على مدى قرون، أكاذيب تتناسل من أكاذيب، بزعم انها جاءت على لسان المغيب او الغائب على لسان وصيه أو سفيره او نائبه او وكيله أو وليه الفقيه، طمعًا بالمزايا والعوائد والنفوذ والجاه والسلطان الذي يحققه، التوريث العضوضي، كابرًا عن كابر …
واكرر ما سبق ان قلته مرارًا من ان الحكم عبارة عن آثام وأرجاس وأدناس عمومًا ..لأن الحكم حتمًا ولزامًا ان يرافقه حملات عسكرية ومعارضة بتحريض خارجي أو ضغط داخلي وسجون ومعتقلات ومراكز إحتجاز وإقصاء وتهميش وتجسس ومناورات ومؤامرات وخداع وحاشية لا حدود لأطماعها وبطانة مارقة وثلة لا حصر لها من المخبرين والمخبرات، علاوة على قصور وخدم وحشم وعسس وميوعة وخنوثة، ان لم يكن في عهد الزعيم الأول ففي عهد الثاني حتمًا وان لم يكن في عهد الثاني ففي الثالث، ولزامًا وكل من سينازعهم الحكم سيجلس على الخازوق خازوق الخيانة العظمى في هذه الأنظمة الرئاسية الملكية الإستبدادية التي لا نرى لها نهاية.
المصدر:”ليبانون ديبايت“