لا تستوي العلاقة بين أهالي بلدة بليدا الجنوبية وقوات اليونيفيل. لم تكد تنتهي ذيول قيام دورية تابعة للقوة الفنلندية قبل أقل من شهر بالدخول إلى أملاك خاصة من دون مرافقة الجيش وعدم إبلاغ البلدية، حتى كررت القوة نفسها أول من أمس الفعل ذاته في ناحية أخرى من البلدة.
في الحادثة الأولى، بحسب رئيس البلدية حسان حجازي، تعمدت القوة المؤللة صدم عدد من سيارات المواطنين لدى دخولها إلى أحياء داخلية وأملاك خاصة، ما أدى إلى إصابة شخص في رجله وتضرر عدد من السيارات. حينذاك، استمهلت البلدية القيام بأي رد فعل “إفساحاً في المجال أمام الاتصالات التي قامت بها قيادة اليونيفيل والجيش اللبناني بعدما حضرت لجنة من الناقورة للتحقيق بالحادثة”، قال حجازي.
وقبل أن تلملم ذيول تلك الحادثة، فوجئ الأهالي بالقوة الفنلندية التابعة لقائد القوة الفرنسية المتمركزة في بلدة الطيري بدخولها بآلياتها إلى منطقة العاصونة في خراج البلدة وترجّل عدد من الجنود إلى الحقول الزراعية الخاصة “في إطار مهمة مراقبة ورصد”، بحسب مصدر أمني. وأدى الدخول الثاني إلى صدم سيارة من نوع (رابيد) ودراجة نارية خلال مرورها في الأحياء الضيقة.
وفي أول رد فعل احتجاجي، لجأ عدد من شبان البلدة إلى إجبار القوة على المغادرة وقطعوا الطريق العام لمدة من الوقت.
حجازي أوضح لـ”الأخبار” أن التصرف الأممي الذي تزامن مع “احتفالنا بعيد التحرير، لن يمر هذه المرة برغم احترامنا للقرار 1701 ودور اليونيفيل المنحصر بمؤازرة الجيش اللبناني والتحرك معه ومن خلاله”.
وربط استمرار تواصل بليدا مع اليونيفيل بـ”تقديم اعتذار رسمي عن الاعتداء والتعهد بعدم تكراره ومرافقة الجيش لدوريات اليونيفيل عند تنفيذ مهماتها”.
وكانت البلدية والمخاتير واتحاد بلديات جبل عامل قد عقدوا اجتماعاً طارئاً أمس في مبنى بلدية بليدا للتباحث في ما حصل. بالتزامن، نفذ عدد من الأهالي اعتصاماً في ساحة البلدة وحملوا لافتة خُطّ عليها: «نستنكر الاعتداءات السافرة من قوات اليونيفيل على الأملاك والحريات الشخصية لأبناء البلدة».
وكان الناطق باسم قوات اليونيفيل أندريا تيننتي قد علّق على الإشكال في تصريح لـ”الوكالة الوطنية للإعلام”، أول من أمس، بالقول: “ننظر في الحادثة، وقد باشر القائد العام لليونيفيل تحقيقاً بالتنسيق مع الجيش اللبناني”.
إشارة إلى أن العلاقة بين بليدا و اليونيفيل شهدت محطات متتالية من التوتر على خلفية اتهام جنود حفظ السلام بالانحياز لمصلحة العدو الإسرائيلي الذي يقضم عشرات الدونمات من أراضي البلدة.
وأبرز الملفات الإشكالية منطقة بئر شعيب التي تعدّ من النقاط «المتحفّظ عليها» لبنانياً. لكن حجازي لم ينتظر اعتراف العدو بحقه. نظّم احتفالات شعبية عدة في محيط البئر وفي حقول الزيتون المتاخمة للشريط الشائك. ولم يتوان عن طرد قوات اليونيفيل مرات عدة من البلدة بعد ثبوت انحيازها وتواطئها.
المصدر:”الأخبار“