نعيش حالات الجنون السريالي الغرائبي, بالفرهود والنهب, فوق تصور حدود الخيال والعقل والمنطق. حتى يفوق أدمغة الشياطين والأبالسة.
هذا يدل على هشاشة الدولة وخوائها وشللها الكسيح من هذا الغول المرعب الذي اصبح قدر اللبنانيين، بل أصبح قانونًا وشريعة وناموسًا وعقيدة, ومبدأ تسير عليه الدولة المحطمة بالنهب والسرقة والإحتيال, حتى أوصلوا خزينة الدولة إلى شبح الافلاس. ان تنهب مئات مليارات الدولارات من خيرات وثروات لُبنان، ويحرم منها الشعب ظُلمًا واجحافًا، ما يخالف شرائع السماء والأرض.
لقد أصبح الفساد يحاصر لبنان من كل زواية , بحيث اصبح كل شيء مقابل الدفع المالي ، حتى الوزارات تُباع وتُشترى في المزاد العلني بين الاحزاب الحاكمة.
حتى المناصب والتوظيف والتعيين تحسم على قدر الرشوة المالية والدفع المالي.
وليس غرابة في دولة تعج بالجيوش من الجحافل الفضائيين الذين يستلمون رواتب من الدولة ، لم نرَ حكومة راشدة منذ الإستقلال الثاني قللت من حجم تلك الأعداد بل فاقت مع كل مناسبة وفرحة وطنية، زادوا بعشرات الآلاف من الفضائيين، حتى بات هذا الرقم يستنزف اموال الدولة، في ظل غياب المراقبة والمحاسبة، من الحكومة والقضاء والبرلمان. وان لم يستطيعوا على الاقل تحجيم ضخامة الفساد وحجم الفرهود.
لذلك نسمع بين الحين والآخر تصاعد الدخان الأسود الثقيل من رائحة فضائح الفساد بشكله السريالي والمجنون بحيث لم تشهده أية دولة في المعمورة إطلاقًا.
هذه المهازل الجنونية في ظل النظام الطائفي والاحزاب الطائفية, التي حققت السعادة والرفاه والرخاء والعيش الكريم لشعب منهوب ومسروق ومنكوب.
في لبنان السعيد صُرِفت مبالغ على الكهرباء لا يصدقها العقل، لكنها لم تسطع تجهيز قرية صغيرة بالإكتفاء الذاتي من التيار الكهربائي. هذه الطامة الكبرى تدل على غياب المسؤولية والضمير والشرف ، في ظل غياب الدولة بالكامل, التي أصبحت لا في العير ولا في النفير أمام غول الفساد المرعب بل أصبحت هذه الشراذم الفاسدة والمنحطة تفتش عن أغرب الحجج السريالية الغرائبية لتبرير فسادها ولصوصيتها كأنها تتعامل مع قطيع من الجهلة والأغبياء. حتى وصل الحال ان يقترض لُبنان من البنوك والمصارف اموالًا بنت من خلالها 10 مطارات و100 جامعة وعشرات المدارس، وناطحات سحاب غطت على الشارقة والإمارات حتى أصبحنا أمثولة في المهزلة والسُخرية.
وليس بعيداً ان تقفل هذه البنوك والمصارف أمام وجه الدولة بعدم التسليف، عندها ستتفاقم الاوضاع الى الكارثة الحقيقية.
ان لبنان يسير بخطوات مسرعة الى الهاوية السحيقة من كوارث الفساد والفاسدين.
وفي الوقت الذي يتوجه فيه العالم نحو تحقيق أعلى توازن وعدالة في الحقوق لجميع فئات المجتمع بما فيها أقلياته, يُصادر دعاة الفضيلة في بلادنا أبسط حقوق الإنسان في العيش بأمان وكرامة وحياة كريمة.
المصدر:”ليبانون ديبايت“