من يزور “بيت الوسط” ويتابع حركة الدخول إليه والخروج منه، يحسب للوهلة الأولى انه في السراي الحكومي… سفراء عرب وأجانب، ممثلون دوليون وأمميون، وزراء سابقون ونواب وصحافيون واجراءات للوقاية من “كورونا فايروس” ومواقف تلجم “طائفية فايروس”.
خلاصة أولى نستنتجها من الرئيس سعد الحريري… لا “سيدر” من دون دول الخليج. ومن يطّلع على سجل مكالمات السراي الحكومي المسيّج بقضبان حديدية، يدرك أن الرئيس حسان دياب لم يحظ باتصال واحد، ولو على مستوى سفير، من السعودية أو الامارات أو الكويت يبارك بحكومته.
يقول الحريري في دردشة مع الصحافيين: “لا يمكن اللجوء إلى “سيدر” ومعاداة دول الخليج أو المجتمع الدولي أو الأوروبيين”، محملاً “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” المسؤولية.
خلاصة ثانية تؤشر إلى مصير ملف المعابر، فبعدما سُئل الحريري عن سبب عدم اقفال معابر التهريب في حكومته أجاب: “لم أكن قادراً على اقفال الحدود بسبب مصالح موجودة على الحدود بين السوريين وبين من يعملون معهم وهم أكبر مني وأنتم تعرفونهم جيداً.
فهناك أحزاب تعمل في هذا الإطار وجزء منها “حزب الله”، وتجار لبنانيون كبار يستفيدون من هذه الحركة لتهريب المازوت والطعام وغيره كما هناك آخرون استفادوا من ذلك. حاولنا في السابق اكثر من مرة والآن عسى ان يتمكنوا من وضع حد للتهريب”، ما يطرح السؤال: هل سيضع “حزب الله” عبر حكومته حداً لمعابر يستفيد منها؟
أما بشأن دعوة السيد نصرالله للذهاب إلى سوريا كحل للوضع الاقتصادي، يقول الحريري: لماذا؟ “خير ان شاء الله؟”، هل لان هذه الأنظمة مثالية اقتصادياً؟ هل يعقل ان نكون جديين بهذا الكلام؟ نعم كنا نستفيد من الأسواق العراقية، كما ان سوق سوريا مهم عندما تكون هناك دولة حقيقية”.
يرى الحريري أننا “أمام واقع صعب جداً”، ويوضح: “هناك مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولكن حتى الآن النتائج التي نراها تجعلنا لا نفهم شيئاً. فمن كانوا ضد مؤتمر “سيدر” باتوا يعتبرونه فجأة الحل. فما دام هو الحل، لماذا لم نطبقه ولماذا لم تنفذ الإصلاحات؟ وبدلاً من أن يأتينا “سيدر” بـ11 مليار دولار، تم تخفيضه إلى 8 مليارات ولا أعرف كيف؟”.
ويضيف: “مجلس الإنماء والإعمار الذي هو العضو الأساسي الذي كان يجب أن يكون حاضراً باجتماع الأمس، لم يتم الحديث معه ولم تعرض عليه خطة الحكومة، علما أنه هو الذي وضع كل المشاريع التي تمت الموافقة عليها في “سيدر” من قبل البنك الدولي. كيف تقوم الحكومة بذلك من دون العودة الى الجهة المختصة للتنفيذ؟ ينتقدون مجلس الإنماء والإعمار على أدائه، فلماذا اذن عطلوا ضخ دم جديد وكفاءات في المجلس”.
وعن كلام رئيس “الوطني الحر” جبران باسيل، يقول الحريري: “المشكلة في لبنان اليوم هي ما إذا كان سيستمر التركيز فقط على أن هذه هي حقوق المسيحيين وتلك هي حقوق المسلمين، لأنه بهذه العقلية ستضيع حقوق كل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين”.
سئل: النائب جبران باسيل يرفع المسؤولية عن نفسه ويرمها على غيره، وهو يقول أن مشكلة الكهرباء قائمة منذ الـ1994؟ فأجاب الحريري: “صحيح، ولكن المشكلة قائمة منذ الـ1992 أيضاً ومنذ 1988 ومنذ قصف بيروت إن كنا سنعود بالتاريخ الى الوراء.
فكفى عودة بنا إلى التاريخ كي لا نعيده إلى التاريخ ايضاً”. وختم الحريري كلامه متطرقاً إلى مؤتمر رئيس “المردة” سليمان فرنجية “الصادق”.
المصدر:”نداء الوطن“