إما “سلعاتا” أو لا معامل !!

من” خروم الشبك” مرّ قطوع جلسة مجلس الوزراء أمس بعدما كثرت التكهنات والتحليلات عن عزم رئيس الجمهورية طرح اكثر من بند خلافي على الطاولة من خارج جدول الاعمال، وسط موجة شائعات عن مقاطعة من هنا وتعنت من هناك.

غير ان فرحة رئيس الحكومة “لم تصل لقرعته”، مع صدور بيان تكتل لبنان القوي الذي اتى ليتمم ما ادلى به النائب جبران باسيل يوم الاحد.

بكل المعايير لم تكن جلسة السراي الاخيرة بالعادية، لا من حيث الشكل ولَعبها على الاعراف التي كانت قائمة، ولا من حيث المضمون بتوجيهها ضربة قوية لمشروع وزير الخارجية السابق للكهرباء والذي عماده انشاء معمل في سلعاتا، لم يوفر طرفاً داخلياً او خارجياً خطوة انشائه وكلفته العالية.

في حجة الوزير باسيل في انشاء معمل سلعاتا الكثير من القوة، فطالما ان المحاصصة جرت على اساس طائفي، سني في دير عمار وشيعي في الزهراني، فمن حق المسيحيين ان تكون لهم حصتهم، ولكن السؤال المطروح والذي قد يكون شكل ثغرة سمحت “بالتقويص” على نائب البترون، لماذا اختار قضاءه لانشاء المعمل حيث الحاجة لشراء مئات آلاف الأمتار بأكثر من250 مليون دولار كما يبين احد الكتب التي رفعها مدير عام كهرباء لبنان، في الوقت الذي تملك فيه الشركة المساحة المطلوبة في منطقة مسيحية اخرى. لكن ذلك لا ينفي أيضا حق الوزير باسيل في السعي وراء مصالحه الانتخابية، واستخدام كل الوسائل المتاحة التي سبقه اليها من يتهمه بها اليوم.

الواضح ان الرئيس حسان دياب كان يخفي شيئا ما عقب مغادرته جلسة مجلس الوزراء ما قبل الاخيرة التي انعقدت في بعبدا والتي أثير فيها الموضوع نفسه ما دفع برئيس الجمهورية للرد على احد الوزراء بالسؤال “عا شو اعتراضك؟” قبل ان تنفضّ الجلسة.

وما حصل في السراي كان محاولة “استغياب” للرئيس عون حيث عمد رئيس الحكومة الى طرح الموضوع على التصويت، ما شكل مفاجئة لوزراء بعبدا وميرنا الشالوحي مسبباً ارباكا، تمثل في “الأخذ والرد” الذي حصل بين دياب ووزيرة محسوبة على باسيل، ما دفعها الى تغيير تصويتها لصالح الرفض.

في السياسة، وبعيداً عن الحسابات الاقتصادية، التي لا مكان لها، بينت عملية التصويت وتحليلها أن ثمّة من اراد “تلقين” النائب البتروني درساً، حيث كان سيد السراي رأس الحربة في الهجوم، مستفيداً من انعقاد الجلسة برئاسته، وهو ما قرأ فيه كثيرون “تحديا” من دياب لرئيس التيار الوطني وما يمثله، خصوصاً ان المعلومات المتوافرة تتحدث عن عدم وجود كيمياء بين الاثنين، و”اكثر من عتب” من دياب، بعد مواقف “الصهر”، من مسألة الخطة الاقتصادية للحكومة وانتقاداته الواضحة لها، والاهم موقفه في مسألة تعيين محافظ لبيروت حيث يلعب النواب البرتقاليون الارثوذوكس دوراً اساسياً ومحركاً في المعركة وصل الى حد الصدام المباشر بين نائب رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، بحسب ما ترى اوساط ميرنا الشالوحي.

هكذا خيل للبعض ان الرئيس دياب سجل هدفا “محرزا” في شباك النائب باسيل ، ورد له “الاجر” في الملفات الخلافية الثلاث. ولكن بقي السؤال الاهم حول ما ستكون عليه رد فعل الجمهورية؟ وبطبيعة الحال الصهر.

استيعاب باسيل للضربة لم يأخذ وقتاً طويلاً اذ سارع الى وضع خطة للهجوم، عمادها الوزراء المقربون وفي مقدمتهم وزير الطاقة المصر على معمل سلعاتا، وضلعها الثاني الحق الدستوري للرئيس عون باعادة طرح الخطة على التصويت، ما يستلزم قبلاً ضمان تغيير العدد المطلوب من الوزراء وجهة تصويتهم.

لكن اتصالات التهدئة التي استمرت حتى ما قبل ظهر الامس نجحت في فعل فعلها، وان كانت “دورت” المشكلة للجلسة المقبلة بعد ان يكون الطرفان قد أعدا العدة لها. مع الاشارة الى تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللافتة والتي جاء فيها ما حرفيته” تفويض الوزير بالتفاوض قد ينسف قرار الحكومة”.

فهل تكون تلك الثغرة مقصودة؟ ولصالح من لعبها الرئيس دياب، تسوية لحسابات داخلية مع جبران ام ورقة على طاولة النقاش والتفاوض مع صندوق النقد؟
فهل يعطل معمل سلعاتا قرار مجلس الوزراء بخصوص انشاء المعامل الكهربائية؟

المصدر:”ليبانون ديبايت