كرّت سبحة إقفال متاجر في النبطية بالشمع الأحمر، وأقفل مراقبو وزارة الاقتصاد سوبرماركت REDY في كفرجوز بالشمع الأحمر لتلاعبها بالأسعار، بناء على إشارة المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، وتوقيف مديرة الفرع.
وتُرخي الأزمة المعيشية بثقلها على الناس، وعاد معظمهم الى زراعة الأرض، لم يعد أمامهم أي خيار آخر، إذ باتت ملاذهم الآمن من فورة الدولار والأسعار، أقلّه لا تخضع لقانون التلاعب والفساد.
وسُجّلت مقاطعة كبيرة للحوم، وبدأ أصحاب الملاحم يشكون تدهور الأوضاع وفقدان 80 بالمئة من زبائنهم، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، كنتيجة حتمية لارتفاع الدولار. لا تعدو انتكاسة سوق اللحم، سوى أنها سلسلة من انتكاسات متلاحقة ستهل في الأيام المقبلة، وستجرّ خلفها نكبة معيشية غير مسبوقة. لم يسجل حراك إنساني للبلديات على خط دعم الناس، إسوة بخطوة الدعم المالي التي قامت بها بلدية صور أو النبطية، معظمها فضّلت الإنكفاء بنفسها، وانتظار معونات الدولة، التي طال انتظارها، ما حدا بكثر لمطالبة محافظ النبطية القاضي محمود المولى بالعمل على حث البلديات لدعم الناس.
إلتزام الناس بالتعبئة لم يدم طويلاً، سرعان ما فلت الوضع، حركة سير عادية شهدتها المنطقة ليلاً، تجمّعات شبابية في الطرقات، ضاربين كل قواعد التعبئة بعرض “نفس النرجيلة”، فلا صوت يعلو صوتها بعد الإفطار، عدد من الإكسبرسات شرعت أبوابها خلسة، وسنحت للشباب بممارسة هوايتهم المفضّلة تدخين النرجيلة، وإن كان على حساب مصلحة التعبئة، فيما سُجّل غياب تام لشرطة البلدية في العديد من القرى، وسط تسجيل حالات جديدة لكورونا في عدد من البلدات ومنها برعشيت التي سجلت حالة جديدة لمصاب يعمل في صالون حلاقة.
والى البابلية وصلت العيادة النقالة لمستشفى رزق والجامعة اللبنانية الاميركية، لاخضاع المواطنين لفحص عشوائي، لرسم منحى الوباء البياني، والحدّ من تفشيه داخل البلدة التي تخضع للحجر الذاتي، وتشهد إجراءات مشددة، بعد تسجيل إصابة بين أبنائها ومخالطة المصاب لعدد كبير من أبناء البلدة.
أكثر من40 شخصاً معظمهم من الشباب خضعوا للفحص، خصوصاً بعدما داهم الخطر البلدة، وما زال أهلها تحت وقع الصدمة، صحيح أن الفحوص التي أجريت قبل أسبوع جاءت سلبية، إلا أن الجميع يخضع للحجر المنزلي، تحت مراقبة البلدية.
ويؤكد رئيس البلدية الدكتور نضال حطيط أن “الإجراءات ما زالت مشددة والخطر ما زال قائماً، بانتظار انتهاء مدة الحجر للمخالطين، وإعادة إجراء الفحوصات لهم”، ولا يُخفي أن البلدية وضعت خطة محكمة للحدّ من تفشّي الوباء، وتحرص على تطبيقها بكل حذافيرها، وفتحت مركز الحجر الصحي لاستقبال المحجورين، وتتابع أمورهم عبر تخصيص “دليفري” لهم.
داخل مركز الحجر الصحي أُجريت الفحوص العشوائية، وأكد نائب رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية سعد الزين ان الجامعة تكثّف عملية إجراء الفحوص في مختلف القرى لتمكينها من بناء خريطة بيانية واضحة للمنحى الوبائي، والذي يساعد في مكافحة الوباء والحدّ من تفشيه، مؤكداً ان العيادة النقّالة تواصل جولاتها في كل القرى، وجولتها في قرى ساحل الزهراني شملت الى البابلية البيسارية وانصارية والسكسكية وكفرصير في النبطية، أي أننا شملنا كل القرى التي يشتبه بمخالطة المصاب بأبنائها، وبهذه الطريقة نوصل تلك القرى الى برّ الأمان”.
المصدر:”نداء الوطن“