أين بيروت من صراع الشقيقَيْن ؟؟؟

“ليبانون ديبايت” – عبدالله قمح

مُستحضر بهاء الحريري لتشويه الواقع السّني ما زال تسويقه جارياً. تنخفضُ الدعايةُ وترتفع بحسبِ الحالةِ الراهنة. الـ”تي-رشرش” شغّال كذلك الجنود “البهائيون”. كل واحدٍ منهم فاتح جبهة، والكل له مساهمته في نفخ “البالون”.اعلانالأدوار مقسّمة بشكلٍ واضح. هناك من يهتم بتأمين “المداخيل الشعبية” عبر تزويد “المنتديات” بغنائم ناتجة عن عمليات الاختراق في صفوف تيار المستقبل. آخرون يتولون إفتتاح الحملات المدفوعة سلفاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك جزء دعائي، يقتبس من القيادي النازي “بول غوبلز” مهاراته.. في النهاية الكلُّ له مساهمته في “بالون بهاء”.لكن ذلك لن يؤدي لتأسيس ثقلٍ سياسي ملموس لبهاء الحريري، ما خلا الاسم. والحديث عن ثقلٍ تراكم نتيجة 6 أشهر من العمل لا يصلح إلا كمادة لإثارة الضحك. حتى الآن لا معطيات جديرة بالمتابعة سوى الرقصة على “قبر الشهيد” و”حفلة الموتوسيكلات” الاخيرة.من دون أدنى شك، لدى بهاء الحريري “عدّة شغل” صالحة، تعتمد كما هو واضح على “البروباغندا”، أي جعل الأشياء غير الموجودة موجودة، من ميزاتها افتعال المشاكل التي تصلح للمراكمة بهدف تأمين طريق الظهور. ما يجري اليوم تحديداً هو كناية عن إثارة غبار فوق إسم بهاء الحريري أملاً في اجتذاب عناصر مجهرية أو رذاذ يفي بتكبير “الكوتا” المصطنعة، أو جزيئات ليس من الضروري أن تكون ذات قيمة لكنها تفي بغرض الاستخدام والترويج.الفريقُ الذي يعتمد لأجله بهاء العبور إلى النادي السياسي لديه قصة عشق طويلة مع الشتائم. يعشق الشتيمة، يلتزم بها محاولاً أن يجعل منها “مشروع سياسي” لاستثمار إعلامي يخلق غيمة، لكنه سيكتشف لاحقاً أن أقصى غيمة يمكن ابتكارها لا تتعدى دُخان الموتوسيكلات ليس إلاً.الذي يثير الحزّة في النفس أن المعركة تدور على تراب بيروت وغالباً لا شأن لأهل بيروت بها. على حلبة المصارعة يوجد شخصان ليسا من صلب أهل بيروت، سعد وبهاء، والمعاونون والمساعدون أيضاً ليسوا من بيروت، اللهم حتى الجمهور ليس منها، أهل بيروت محجورون في منازلهم ويلعنون الساعة بينما يتولى المعركة فارضو خوّات على الناس في صبرا وغيرها يتمُّ الاستقواء بهم في قتال “هَابيل وقابيل”!لم يعد ممكناً إخفاء إنزعاج أهل بيروت من مشهد “تصارع الاخوة”. مع الأسف، تحوّل مشروع الإنماء والإعمار الذي رعاه الرئيس رفيق الحريري إلى رعاع ينتشرون في الشوارع، عبارة عن مجموعاتٍ فلسطينية وأخرى سورية مجنّسة تنقسم في الولاء بين سعد وبهاء، ولا وجود لأبناء بيروت ضمنها.كما سعد كذلك بهاء. الأخير وجد مصلحة في إعادة صيانة وصياغة “بواريد” شقيقه القديمة. التوغّل في صبرا وأرض جلول والمدينة الرياضية أضحى هدفاً. الحديث هنا عن مجموعات من راكبي الدراجات النارية وفارضي الخوّات على البسطات ومرتزقة ونفر لا يعلم أين يضعهم الله، هل في موقع إسلامي “قاعدي” أم سني معتدل “مستقلبي؟”.يعتمد بهاء في الشارع البيروتي في الأساس على عائلة كرونبي، وهم نازحون عراسلة استوطنوا بيروت، تحديداً أطراف المدينة الرياضية، كبيرهم يُدعى “عيسى كرومبي” الشهير بـ “البطل”، تَطاله إتهامات هو ونجله ومجموعة تتألف من 50 شخصاً بفرض خوّات على بسطات الخضار وممارسة أعمال “سلبطة” بحقِّ التجار والغرباء المتواجدين في المنطقة. إنضم إليهم أخيراً “أبو خميس البيروتي”، فلسطيني فتحاوي سابق منشق عن جماعة اللواء منير المقدح.لـ”البيروتي” حكاية طويلة مع تأدية الخدمات لسعد الحريري قبل أن يقلبَ “البارودة”. خلال الفترة التي سبقت السابع من أيار أوكلت إليه مهمة تأمين مجموعة مسلّحة، فحشد نحو 40 عنصراً من الفلسطينيين المطلوبين. لاحقاً، شارك في الهجوم على التيار العربي الذي يرأسه شاكر البرجاوي إلى جانب مجموعة أخرى من “آل قويدر” (فلسطينيون) إعتمدَ عليهم سعد الحريري سابقاً.المجموعة الاخيرة ما زالت تكّن الولاء إلى بيت الوسط. مؤخراً أصدرت بلاغاً قارب هدر دم طال كل من يمس بإرث سعد الحريري! تتمركز في زاروب الديك بصبرا، يعدّها البعض “القوة الضاربة لتيار المستقبل” وهي الاقوى من بين المجموعات المستخدمة ولها ثقلها العسكري. تتشكل من 40 الى 50 عنصراً ويقال أنها ارسلت عناصر للقتال في سوريا. اشتهرت المجموعة مرةً حين أقامت صلاة الغائب عن روح مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن!وثمّة مجموعات أخرى “بهائية” قيّد التشكّل. السمة البارزة التي نالها بهاء أنه يوزع اتصالاته يميناً ويساراً بهدف حشد التأييد وجلب الرجال. القاعدة تقول أن لا معايير لـ”التحزيب”… “بايع بهاء وبيمشي الحال!”.في الطريق الجديدة مجموعات أخرى ايضاً، نشأت على بركة تيار المستقبل والآن يجري التدقيق إذا ما زالت تكّن الولاء لنفس الجهة أم عدلت في مفاهيمها. منها جماعة من “آل سولاق”، فلسطينيون أردنيون نالوا الجنسية اللبنانية، يتردّد أن عليهم دعاوى قضائية لأسباب تعود إلى طريقة حصولهم على الجنسية. أكبرهم “م.سولاق”، يمتهن الخوات في منطقة أبو سهل – طريق الجديدة يعاونه شقيقه “ف. سولاق”، هؤلاء شاركوا في الهجوم على شاكر البرجاوي ايضاً و” ف.سولاق” مُشتبه به في التورّط بقتل محمد أبو طه في مركز التيار العربي خلال الهجوم.للدراجات النارية غِبَّ الطلب أسعارها أيضاً. حينَ كانت تُستخدم من قبل “المستقبل” كانت الدفعة حسب الشغل، تراوحت بين بطاقة تشريج هاتف وخدمة محدّدة، وفي أيام “البحبوحة” 50 ألف ليرة لـ “الموتسيكل” فقط لا غير. استنسخَ بهاء نفس الأسلوب تقريباً. “حملة الموتوسيكلات” التي جالت الطريق الجديدة أخيراً كلفت 50 ألف ليرة للفرد من ضمن تشكيلة تتألف من أكثر من 200 دراجة أصحابها من “العواطلية”.الجبهة المشتعلة ستؤدي في نهاية المطاف إلى فرز محاور، أو إلى ما هو أسوأ من ذلك في حالة تداخلت المجموعات بين بعضها وبقيَ أهالي بيروت يتفرجون!