“لعب في الوقت الضائع..ومن خارج زمانه” !!

رأى وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس، أن التعويل على وجود انقسام في الشارع السني بين مؤيد للرئيس سعد الحريري وآخر لشقيقه بهاء الدين مبالغ به، خصوصا أن الأخير لم يأت بخطاب سياسي جديد يخرج البلاد من أزماتها، معتبرا أن “المال السياسي للسيد بهاء الدين والذي لم يعد يملكه أخوه، قد يحدث انتعاشا محدودا في بعض المناطق، لكن ما فاته هو أن إشباع الجائع مثل عود الكبريت سرعان ما ينطفئ بعد انتهاء المادة المشتعلة فيه”.

ولفت درباس في تصريح لـصحيفة “الأنباء” إلى أن “من يملك مشروعا سياسيا كبيرا لإنقاذ البلاد، لا يدخل في زواريب الشارع السني لتسويقه، بل يطرحه من منطلق وطني صرف على غرار ما يفعله رؤساء الحكومات السابقين، وعليه إذا كان يرغب السيد بهاء الدين بدخول المعترك السياسي ولديه الإمكانيات المالية، فالساحة اللبنانية مفتوحة أمامه، لكن ليس من حقه أن يقول انه أت للم تركة سياسية أضاعها سعد”، معتبرا أن “هذا التصرف لبهاء الدين غير مفيد من الناحية العملية، وغير مستحب لا على الصعيد الأخلاقي ولا على المستوى العائلي”.

واستطرد درباس: “توزيع المال لا يؤسس لمشروع سياسي إنقاذي، إنما يقود البلاد الى مزيد من التفسخ والانقسام، فما رأيناه مؤخرا كناية عن انحدار سياسي غير مسبوق”، معربا عن اعتقاده بان “بهاء الدين يتصرف من تلقاء نفسه دون وجود جهات خارجية خلفه، أي أن ما أتى به ليس مشروع رجالات ودول إنما مجرد أفكار عبثية مصدرها بعض المرتزقة المحليين الباحثين دوما عن إرضاء رؤساء الأموال”.

على صعيد مختلف وعن قراءته للتطور الدراماتيكي بين بنشعي وميرنا شالوحي، أكد درباس أن مشكلة الوزير السابق جبران باسيل تكمن باستعجاله معركة رئاسة الجمهورية، لكن ما فات السيد باسيل هو أن “من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه”، علما أن القاصي والداني، المثقف بينهما والأمي، الجاهل والحذق، يعلم أن الانتخابات الرئاسية في لبنان تنطلق بصورة ثانوية من القوى المحلية المارونية تحديدا، ومن ثم تكبر لتصبح وطنية ثم إقليمية ثم دولية، وبالتالي ما يقوم به السيد باسيل “لعب في الوقت الضائع ومن خارج زمانه”.

وردا على سؤال حول ما رشح عن علاقة فرنجية بموسكو وبانه أصبح رجل روسيا الأول في لبنان، ختم درباس مؤكدا أن “زعيم المردة رجل صريح للغاية لا يلجأ كغيره إلى الأساليب الملتوية لتحقيق غاية ما أو مصلحة معينة حزبية كانت أم شخصية، لا بل جاهر ويجاهر بعلاقته بسورية وبحزب الله، لكننا لم نسمعه يوما يجاهر بعلاقاته مع الدولة الروسية، ما يعني انه لا يلعب اللعبة الدولية، لاسيما ما يتعلق منها برئاسة الجمهورية، ففرنجية دخل على مضض الى معادلة الحكم في لبنان لكنه قوبل باستهداف شنيع من قبل رئيس التيار الوطني الحر باسيل لا لشيء سوى لأن فرنجية مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية”.

المصدر:”الأنباء الكويتية”