“موفدون وزوار لتهدئة الخواطر وقراءة رسائل في بيروت من دون تصريحات في وقت تزور سفيرة واشنطن حسان دياب رئيس الحكومة وفي مكان آخر مؤتمر لحاضرٍ غائب وطامحٍ خائب يفيض بالسلبية ويعبق بالشتيمة والشماتة التي ما عرفها يومًا هذا البيت العريق”.
جمل تكفلت مقدمة أخبار الـ” او. تي. في” بالردّ بها على ما ساقه زعيم زغرتا من قصف مركّز طالت شظاياه أكثر من طرفٍ وجهة، خصوصًا أنه تناول مواضيع تقوم عليها ركائز “العهد”، من إستعادة حقوق المسيحيين مرورًا بملف الغاز والنفط وصولاً الى معركة رئاسة الجمهورية.
واضحٌ أنّ “سليمان فرنجية” رأى الوقت مناسب لفتح المعركة وتصفية الحساب مع الوزير جبران باسيل من باب ملف الفيول والكهرباء، وهو المدرك أن الامور لن تذهب بعيدًا، اذ لطالما هاجم العونيون في موضوع مافيا الفيول النائب وليد جنبلاط الذي قد يكون حيّد نفسه بزيارته الى بعبدا.
فالوقت اليوم يعمل لغير صالح العهد والوزير باسيل وما يفتح من ملفات هو “صحوة موت” الجمهورية، التي شارفت على لفظ انفاسها نتيجة تفاقم الامور وبدء العد العكسي لانفجار ثورة الجياع التي ستطيح بكل شيئ، بعد أن كان نجم نسختها الاولى “الصهر” الذي نجح عن قصد أو غير قصد في تشكيل جبهة عدوة له في طول البلاد وعرضها “تريد رأسه” وتعمل على اغتياله سياسيًا كما اكد رئيس الجمهورية منذ أيام.
عند هذه النقطة سقطت مقولة “البيّ الروحي” التي سوّقها رئيس المردة واصفًا بها عماد بعبدا محاولاً التمييز بينه وبين الصهر والفصل ما بين بعبدا وميرنا الشالوحي، رغم معرفته الجيدة وقناعته بإستحالة ذلك وقناعته بأن جبران هو “القصة كلها”.
فبين الهجوم المركز والعنيف بعد أن “وصل الموس إلى ذقن” البيك عبر استهداف سركيس حليس وتيدي رحمة، التي تقول معلومات انهما غادرا على متن طائرة خاصة منذ قرابة العشرة أيام عبر مطار بيروت إلى جهةٍ اوروبية، وردّ بعبدا “الباهت”، فيما آثرت ميرنا الشالوحي التريث رغم بعض التغريدات الفردية، تطرح عشرات الاسئلة التي قد تحتاج الى وقت طويل قبل معرفة الاجابات عليها.
الحرب بين البَيْك والصهر قديمة والكيمياء المفقودة افرزها اللقاء الاول بين الشخصين قبل أن تزيد من طينها وبلّتها الاجتماعات المتتالية بين الطرفين وصولاً إلى نقطة اللاعودة مع حرق طبخته بنشعي الرئاسية، بإعلان ورقة مكتوبة بين القوات والتيار شكلت مفتاح بعبدا للرئيس عون وقفلا لطموحات سليمان، الذي يراه البعض ما زال صغيرًا والايام أمامه.
يضاف إلى كل ذلك الشرخ والبعد على خط زغرتا قصر المهاجرين، الذي دلّت اكثر من مرة اصابع اتهام المقربين من التيار الاخضر باتجاه النائب رئيس الظل الذي لعب دورًا تحريضيًا، كما عند حزب الله بعيد اتفاق بنشعي – بيت الوسط على طبخة رئاسية” شوشطها” سيد المقاومة، قبل أن تنضم القوات اليه،من هنا قد يكون مفهومًا كشفه لسر صفقة في 13 تشرين، كان المعروف عنها أن الوزير بيار رفول كان سيزور ذاك السبت عنجر للقاء غازي كنعان بناء على وساطة بعض الضباط، وكذلك حديثه عن حجة جبران في تمرير “باخرة ضومط”.
غير أن أخطر ما ورد في كلام النائب السابق هو “تهديده” للقضاة بإن المعادلات ستتغير بعد سنتين وستكون في غير إتجاهها الحالي، وهي نقطة بالتاكيد ستثير “حشرية” بعض البرتقاليين الطامحين للبقاء في بعبدا لمعرفة خلفيات هذا الكلام ومدى دقته وعلى ماذا يرتكز، خصوصًا أن المؤتمر الصحافي أحرج حزب الله العامل على خط الوساطة بين الطرفين، وكذلك سوريا. فهل هو رهانه على الشيخ سعد والقوات اللبنانية؟ ام ترى زيارات المسؤولين الاميركيين الى محميته قد اعطته جرعة “حليب سباع”، على ما يقول قيادي عوني رفيع.
فهل ردّ “الكيل كلين” متروك لرئيس التيار جبران باسيل؟
أم أن الرئاسة فضلت عدم حرق المراحل وترك الأمر للقضاء الذي عالج المؤتمر الصحافي بإصدار 4 مذكرات توقيف واضحة التوجه؟.
وهل يخفي دخان معركة الفيول “غير المطابق للمواصفات” معركة الرئاسة بإحتمالاتها الحاضرة والمستقبلية؟ وكيف سينعكس كل ذلك داخل الحكومة؟
مؤكدٌ واحدٌ أنّ الوزير السابق قرّر عن سابق إصرار وتصميم قطع كل خطوط الرجعة مع بعبدا وميرنا الشالوحي، رغم المراجعات والاتصالات مع بنشعي لمعرفة حدود تصعيدها وضبطه… لكن يبقى ان السياسة في
ف لبنان هي فن المستحيل..
المصدر:”ليبانون ديبايت”