أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، براين هوك، عن أن الولايات المتحدة “مسرورة للغاية” من قرار ألمانيا تصنيف “حزب الله” منظمة إرهابية، في معرض رده على سؤال عن تأثير قرار برلين على لبنان، الذي يشهد أزمة اقتصادية غير مسبوقة ويتعيّن عليه التعاطي مع “حزب الله” الواسع التمثيل في الحكومة.
وقال هوك أنّ عدد الدول التي تعترف بـ”ماهية حزب الله الحقيقية” يرتفع، في إشارة إلى سلسلة الدول التي صنّفت الحزب إرهابياً مؤخراً، مثل هندوراس والأرجنتين وباراغواي والبرازيل وكندا وكوسوفو وكولومبيا وبريطانيا.
أزمة حزب الله المالية
وقال هوك في مقابلته مع شبكة “CNBC”: “قبل بروز “القاعدة”، كان “حزب الله” أكثر جهة غير حكومية قتلت أميركيين بالمقارنة مع جهات غير حكومية أخرى”.
وأضاف: “إنّ إيران ساعدت على تأسيس حزب الله، لافتاً إلى أنّه يَعتقد أنّ الحزب، أهم مجموعة بالوكالة في المنطقة بالنسبة إلى إيران”.
وأشار هوك إلأى إنّ جهداً كبيراً من عمل حزب الله في سوريا مصمم ليس لنشر قواعد صواريخ بهدف شن هجمات على إسرائيل وحسب، بل للحفاظ على الطرق (بين إيران ولبنان) التي تتيح مواصلة تزويد الحزب بالسلاح الذي يحتاج إليه”.
وقال هوك: “وما يسرني جداً قوله، هو أنّه بفضل حملة الضغوط الاقتصادية القصوى التي نقودها، بات حزب الله أضعف مالياً بالمقارنة مما كان عليه قبل ثلاث سنوات من تولينا زمام السلطة (إدارة دونالد ترامب للرئاسة).
وهذا يرتبط مباشرة بحملة العقوبات، إذ أنّ النظام الإيراني أضعف مالياً وبالتالي حزب الله. وتابع هوك إنّ حزب الله يواجه أزمة مالية، مرجحاً أن يفاقم فيروس كورونا منها.
وقال هوك: “نؤمن بالسيادة اللبنانية بشكل كبير، بما يتيح للبنانيين أن يكونوا بأمان وسلام بعيداً عن التدخل الإيراني”.
ولدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتحرك بالتوازي مع الخطوات التي يتّخذها الحزب لدعم المحتاجين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، نظراً إلى أنّ حزب الله “يمثّل البديل الوحيد بالنسبة إلى كثيرين”، رأى هوك أنّ “حزب الله يمثّل بديلاً سيئاً جداً”، قائلاً إنّ النظام الإيراني يرغب في السيطرة على لبنان كما يطمح بالسيطرة على العراق، بالطريقة نفسها.
عقوبات جديدة
وفي هذا السياق، تابع هوك مذكّراً بأنّ المسؤولين الإيرانيين تبجحوا في العام 2014 بقولهم إنّ النظام الإيراني يسيطر على أربعة عواصم (بغداد، صنعاء، دمشق وبيروت) وقال: “لذا وضعنا استراتيجية، وأعتقد أنّها تراعي سيادة اللبنانيين، وقد حاولنا أن نظهر أنّ حزب الله لا يخدم مصلحة اللبنانيين، لأنّه لا يزيدهم أماناً. ومن المؤكد أنّه لا يزيدهم ازدهاراً أيضاً”.
كلام هوك هذا جاء بعد معلومات عن سلسلة عقوبات جديدة تستعد الإدارة الأميركية لفرضها على أسماء لبنانية، وبعد أيام من إقرار الحكومة الخطة الإنقاذية وطلب مساعدة صندوق النقد بشكل رسمي.
وكان قد سبق لكل من السفير الأميركي السابق إلى لبنان، جيفري فيلتمان، أنّ تناول هيمنة حزب الله في الحكومة والمعوقات التي تعترض خطتها الاقتصادية، كما سبق لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر أنّ حذّر من أنّ الخطة الإنقاذية تستدعي مساءلة كافة الأفرقاء اللبنانيين.
المصدر:”المدن”