بات فيروس كورونا في لبنان تحت السيطرة
رغم الأرقام اليومية المتواضعة لعدد المصابين الجدد بفيروس كورونا منذ نحو شهر، ورغم إعلان وزارة الصحة عن صفر إصابات بين المقيمين لليوم الثاني على التوالي، رفع المجلس الأعلى للدفاع، الذي اجتمع قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، توصية بتمديد إجراءات التعبئة العامة لمدة أسبوعين إضافيين، (لغاية 24 أيار)، لافتاً إلى أن وزير الصحة قال إنّ لبنان ما زال في مرحلة خطر انتشار الوباء. لذلك، لا بدّ من التزام إجراءات الوقاية.
وكانت وزارة الصحة أعلنت في تقريرها اليومي عن تسجيل حالة واحدة جديدة مصابة بكورونا يوم الثلاثاء في 5 أيار، وهي لأحد ركاب الطائرة التي أتت من غينيا. وفيما سجل صفر إصابات بين المقيمين لليوم الثاني على التوالي، وارتفع العدد الكلي للإصابات إلى 741. لكن المجلس الأعلى للدفاع قرر تمديد التعبئة العامة وضبط الأوضاع الأمنية عبر اتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة بحق المخالفين والمعتدين على الأملاك العامة والخاصة. كما لو أن السلطة تطمع في إبقاء الشارع هادئاً ولا ينغص عليها متظاهرون من هنا أو محتجون من هناك، خصوصاً أن الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار وارتفاع سعر صرف الدولار، دفعت المجموعات الناشطة إلى الشوارع من جديد.
دياب يتشدد
من ناحيته طلب رئيس الحكومة، حسان دياب، في مستهل جلسة مجلس الوزراء، التشدد في إجراءات التعبئة العامة. وطلب من الأجهزة الأمنية التشدّد مجدداً بتنفيذ القرارات والإجراءات، لأنه في حال حصول موجة ثانية من انتشار وباء “الكورونا” فستكون موجة أعلى من الموجة الأولى.
بدوره شدد نقيب الاطباء شرف أبو شرف “على ضرورة الاستمرار بالتقيد بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، والتزام التعبئة العامة، كي لا نفاجأ لاحقا بأعداد كثيرة من الاصابات أو العودة إلى الوراء إذا لم يتم الالتزام بهذه الإجراءات”، وذلك بعد زيارة صباحية لوزير الصحة الدكتور حمد حسن.
لبنان سيطر على الوباء
أما المدير العام لمستشفى رفيق الحريري فراس أبيض فنشر سلسلة تغريدات قال فيها: “من المبكر الوصول إلى استنتاجات، لكن فيروس كورونا في لبنان بات تحت السيطرة، فالعدد القليل للحالات الجديدة ما زال ضمن قدراتنا، والفحوص اليومية التي تجرى في مختلف المناطق إلى المزيد من التصاعد. وعودة المغتربين تتم بشكل ممتاز، وبؤر الوباء الجديدة ليست شائعة ويتم التقصي عنها بشكل دقيق. فقد وصل كورونا إلى مخيمات اللاجئين لكن تم احتواءه بشكل سريع. ومع بدء فك الحجر المنزلي بدا وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي ملحوظين، على الرغم من عدم التزام الجميع”. وأضاف: “في الحقيقة التبعات الاقتصادية الناجمة عن احتواء الفيروس تؤذي أكثر من الفيروس بحد ذاته”.
عودة اللبنانيين من سوريا
فتحت الحدود البرية عند نقطة المصنع استثنائيا لاستقبال 100 لبناني مقيم في سوريا، سجلوا اسماءهم في وقت سابق في سفارة لبنان لدى سوريا. كما فتح المعبر الحدودي البري عند نقطة العبودية الحدودية لإدخال عدد من اللبنانيين الراغبين بالعودة، في إطار الخطة التي أقرها المجلس الأعلى للدفاع سابقاً.
وترافقت العودة بإجراءات أمنية وصحية مشددة، لناحية إجراء فحوص كورونا وحجر العائدين في فنادق مخصصة، إلى حين انتهاء فترة حضانة الفيروس. وستلي هذه المرحلة مرحلة أخرى يوم الخميس المقبل، على أن يتم ادخال مئة شخص في كل مرحلة. وسينقل العائدون تباعا إلى الحجر الصحي الوقائي في فندق “غراسياس” في محلة ضهر نصار في عكار، وفي فندق بارك اوتيل شتورا، أسوة بالذين عادوا اليوم.
فحوص وتصفيق
تواصل العيادة المتنقلة للجامعة اللبنانية الأميركية ومستشفى رزق حملتها في أخذ عينات عشوائية والفحوص المجانية في المناطق، وأخذت 120 عينة عشوائية من مناطق بعلبك، ضمن حملتها الوطنية لمحاربة تفشي وباء “كورونا”، تمهيداً لإجراء الفحوص.
واجرى الفريق الطبي في وزارة الصحة 207 فحوص كورونا للأشخاص الذين خالطوا الحالات المصابة، أو ممن يعانون من عوارض تنفسية وجيوب أنفية وأمراض تحسسية صدرية، أو ممن هم في ميدان عملهم على تماس دائم مع غيرهم، في بلدات ضهور الشوير، والخنشارة وبكفيا في قضاء المتن الشمالي، وذلك ضمن خطة وزارة الصحة لاجراء مسح ميداني في مختلف المناطق اللبنانية لتحديد الواقع الوبائي.
من ناحيتهم نظم موظفو مستشفى رفيق الحريري الجامعي وقفة احتفالية، صفقوا خلالها للطاقم الطبي والتمريضي وللقابلات القانونيات، كعربون شكر وتقدير لجهودهم وتضحياتهم، وتعزيزا لثقافة غسل اليدين، كإجراء أساسي لمكافحة العدوى، والحد من انتشار الأمراض، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لغسيل اليدين، واليوم العالمي للقابلات القانونيات، بناء لدعوة من منظمة الصحة العالمية.
كورونا وسلطة التقدير
قضائياً، أصدر قاضي التحقيق في الشمال داني الزعني قرارا قضائيا اعتبر بموجبه أن “فيروس كورونا يشكل قوة قاهرة، من جراء تعريض المواطنين، بمن فيهم نزلاء السجون، إلى خطر الإصابة بالعدوى المميتة، وأن هذا الأمر يختزن على المستوى الوطني، حالة ضرورة تسمح للقاضي بما له من سلطة تقدير أن يتخذ تدابير وقائية لملاءمة الأوضاع الخطرة المشكو منها، عبر تطبيق نص المادة 108 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، وتخلية سبيل الموقوفين على الرغم من عدم اكتمال المهل المنصوص عنها في المادة المذكورة. ويأتي هذا القرار في إطار تطبيق التعاميم الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل في سبيل السعي للحد من الاكتظاظ في النظارات والسجون”.
غرفة العمليات
أظهر التقرير الصادر عن غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث، في السرايا الحكومية الكبيرة، حول فيروس كورونا، يوم الثلاثاء في 5 أيار، وجود صفر إصابات بين المقيمين وإصابة واحدة بين المغتربين العائدين. وارتفع عدد الفحوص التي بلغت خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة 995 فحصاً، ليصبح العدد الإجمالي للفحوص36021. بينما وصل عدد الفحوص في المطار يوم أمس إلى 479.
وأظهر التقرير أن الحالات التي آلت إلى الشفاء ارتفعت إلى 206. أما مجموع الحالات التي تم تسجيلها من 21 شباط إلى غاية 5 أيار فباتت 741. أما عدد الوفيات فاستقر على 25. بينما بات العدد الكلي للحالات الحالية 510.
المصدر:”المدن”