المعارضة والموالاة على الطاولة”وجهًا لوجه”!

هي ليست المرّة الأولى، التي يدعى فيها رؤساء الكتل النيابية للمشاركة في اللقاءات التشاورية التي تعقد سواء في القصر الجمهوري أو في عين التينة، وكان الرئيس نبيه بري وقبل إنتخاب الرئيس ميشال عون هو من دعا إلى طاولة الحوار، وكان آخر لقاء عُقد في بعبدا حين طرح رئيس الجمهورية ورقته الإقتصادية، التي طويت كسائر الأوراق والخطط السابقة، التي لم ترَ النور ولم يُكتب لها النجاح، وبقيت حبرًا على ورق، وبقيت الأزمة قائمة، ومن دون التوصّل إلى إيجاد حل لها، مع العلم أن جميع الكتل النيابية كانت ممثلة في الحكومة السابقة، بإستثناء حزب الكتائب، فيما معظم الكتل المدعوة اليوم غير ممثلة بحكومة حسّان دياب، أي حكومة اللون الواحد، الأمر الذي يستلد تلقائيًا طرح تساؤل حول إمكانية نجاح مثل هكذا لقاء، وبالتالي نجاح الخطّة التي وضعتها الحكومة.

فمنذ أن تشكّلت الحكومة يجلس الموالون، أو بما يُعرف بأحزاب 8 آذار، التي تتشكّل منها الحكومة في مواجهة أحزاب المعارضة غير الممثلين بهذه الحكومة، بحيث يجلس في صفوف الموالاة كل من ” كتلة “لبنان القوي” ممثلة بالنائب جبران باسيل، والرئيس نبيه بري بصفتين، الأولى كونه رئيس السلطة التشريعية، والثانية كونه رئيس كتلة “التنمية والتحرير”، والنائب محمد رعد ممثلًا كتلة “الوفاء للمقاومة”، ورئيس كتلة الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان، والنائب اسعد حردان ممثلًا كتلة نواب الحزب السوري القومي الإجتماعي، والوزير السابق فيصل كرامي ممثلًا كتلة “اللقاء التشاوري”، والنائب طلال إرسلان ممثلًا كتلة “وحدة الجبل”.

ويقف في خطوط المعارضة كل من الرئيس سعد الحريري، إذا حضر، ممثلًا كتلة “المستقبل”، والدكتور سمير جعجع، إذا حضر، ممثلًا كتلة “الجمهورية القوية”، والوزير السابق وليد جنبلاط، إذا حضر أيضاً، ممثلًا كتلة “اللقاء الديمقراطي”، والرئيس نجيب ميقاتي لن يحضر إذ سيمثل النائب نقولا نحاس كتلة “الوسط المستقل”، والنائب سامي الجميل، إذا حضر، ممثلًا كتلة الكتائب، فيما يبقى رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجيه على الحياد، على رغم أنه ممثل بوزيرين في الحكومة.

وبذلك يكون الرئيس عون قد جمع الأضداد، أي الأحزاب والتيارات الموالية والمشاركة في الحكومة، والأحزاب والتيارات المعارضة وغير المشاركة في الحكومة، على طاولة واحدة، أو في مواجهة، هي الأولى منذ زمن بعيد، الأمر الذي يمكن أن يتحمّل تفسيرين، الأول يمكن الإستثمار فيه إيجابيًا، والثاني، وهو المرجّح، أن يخرج اللقاء من دون نتائج عملية، وذلك لعدم التوافق على رؤية موحدّة للحل، خصوصًا أن أحزاب المعارضة ليست في وارد أن تسّلف العهد وحكومته أي موقف يمكن “صرفه” أو “تقريشه” سياسيًا، مع الإشارة إلى أن لكل من هذه الأحزاب والكتل النيابية ملاحظات على الخطّة الحكومية، التي من شأنها، إذا ما أخذ بها، تحصين هذه الخطة وإدخالها في مسارها الطبيعي. أما إذا لم يؤخذ بها فإن ثمة أزمة حقيقية يمكن أن تنشأ عن هذا اللقاء، خصوصًا أن الرئيس عون يدرك أن المعارضين لن يأتوا إليه من أجل البصم أو إعطاء حكومة دياب صكّ براءة ذمة.

المصدر:”لبنان24″