محاولة ترميم.. “باسيل” يهادن خصومه!..

لا شك في أن “التيار الوطني الحر” تلقى ضربة شعبية كبيرة منذ الحراك الشعبي حتى اليوم، وعلى رأس الخاسرين كان رئيسه النائب جبران باسيل الذي تلقى سهام الانتقادات اكثر من أي زعيم آخر، لكن باسيل ومنذ افول الحراك، بدأ العمل على ترميم صورته وشعبية تياره بطرق مختلفة.

تقول بعض المصادر إن باسيل سعى منذ شعوره بالخسارة الكبرى في الحراك الى الانكفاء عن الظهور الاعلامي الدائم، الذي كان صفة ملازمة له في السابق، وذلك لتجنب الوجود في الصورة دائماً وفي المواضيع الاشكالية.

لكن هذه المصادر تؤكد أن سياسة شد العصب التي يعتمدها باسيل هي تحديد خصوماته السياسية وخوض اشتباكات سياسية معها، الامر الذي يساعد بتعزيز شعبيته لدى البيئات العونية الواسعة.

وترى المصادر أن باسيل بات يهادن حركة “امل” بشكل شبه كامل، ويرغب تدريجياً بإنهاء الخلاف الاستراتيجي معها، بالرغم من حصول خلافات على بعض القضايا الحكومية، لكن الخصومة الدائمة مع رئيس مجلس النواب باتت لزوم ما لا يلزم وترفاً لا يمكن الوصول اليه حالياً.

وتعتبر المصادر ان “التيار” ليس في وارد فتح كل الجبهات السياسية دفعة واحدة، بل هو يسعى بشكل واضح  الى تحسين علاقاته مع قوى الثامن من آذار، التي كانت هناك اشكالات حقيقية معها، حتى ان “التيار” يتجنب أي اشتباك سياسي او اعلامي من جانبه مع “المردة”.

وتقول المصادر إن الهدف الاساسي للاشتباك السياسي هو الحزب “الاشتراكي” وتيار “المستقبل“. فالإشتباك مع الأول يؤدي بشكل واضح الى تحسين وضعية باسيل مسيحياً في الجبل وتطوير القاعدة العونية عموماً، وهذا ما يعمل التيار على الاستثمار به الى اقصى الحدود، من خلال نواب ووزراء المنطقة وما يساعده في ذلك هو الهجومات المتكررة لرئيس الحزب “الاشتراكي” وليد جنبلاط على الرئيس ميشال عون.

اما الهجوم على تيار “المستقبل” فيسعى من خلاله “التيار” الى طيّ احدى اهم الاوراق التي يتهمه فيها الرأي العام بالتراجع عن شعار محاربة الفساد وهي التسوية الرئاسية والعلاقة مع “المستقبل”، لذلك يسعى التيار الى اعادة تكريس الخصومة التاريخية مع الحريرية السياسية عموما.

وفي ما يخص العلاقة مع “القوات” لا يبدو أن هناك رغبة عونية بالاشتباك معها، لاسباب مرتبطة بالشارع المسيحي الرافض عموماً للاشتباكات الداخلية، خصوصاً الفئات غير المحزبة والتي تتخذ قراراتها الانتخابية في اللحظات الاخيرة.

المصدر:”لبنان24″