“سدّ بسري”… أحجار “الدومينو” تتهاوى منعاً لتنفيذه..!

بعد ثلاث سنوات من النضال، بدأت الجهود المضنية تؤتي ثمارها، وأحجار الدومينو تتهاوى الواحدة تلو الاخرى، وانطلق العد العكسي لوقف مشروع سد بسري مع موقف البنك الدولي الذي اخذ قراراً استراتيجياً بدعوة الحكومة الى فتح حوار مع المجتمع المدني بسبب المعارضة الكبيرة للسد، معرباً عن استعداده لتحويل الاموال لدعم الفقر والاقتصاد والكورونا.

والتقدم الملموس ايضاً في تراجع القرى المحيطة بالمرج كافة عن موافقتها على المشروع، بعد اطلاعها على الدراسات العلمية التي أثبتت عدم وجود جدوى اقتصادية والمخاطر الزلزالية المحدقة وتدمير البيئة، ووجود البدائل، وهي بلديات باتر، عماطور، مزرعة الشوف، بسابا، مزرعة الضهر، وضيعة بسري، والميدان التي كانت من اولى القرى التي اعترضت على المشروع عام 2014 وتقدمت بطعن الى مجلس شورى الدولة. كما قدّم مختار بسري منذ يومين كتاباً يتضمن اعتراضه.

رئيس الحركة البيئية في لبنان  بول ابي راشد، أكد لـ”المركزية” أن مواقف البنك الدولي ليست نابعة من تغيير مفاجئ او قرار سياسي انما من خلال لقاءات طويلة بدأت عام 2017 حتى اليوم، والتحركات على الارض وتظاهرة امام البنك الدولي وتوقيع عريضة من 80 الف شخص وبدأت الضغوطات والحملة الاعلامية والتظاهرات، وارسلنا رسالة الى البنك الدولي موقعة من 20 نائبا في البرلمان ضد السد، نشأت حملة قوية على مواقع التواصل الاجتماعي “الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري” التي لعبت دورا كبيرا، حيث شارك الالاف من الاشخاص في فيديوهات وصور ورسائل الكترونية الى البنك الدولي من مغتربين لبنانيين من حول العالم ووصلنا الى النتيجة الحالية.

وتابع: “تبين ان لا القانون ولا المجلس النيابي ولا العلم ولا شيء قادرا على توقيف الجريمة في تدمير مرج بسري، قمنا اكثر من الف شخص في 9 تشرين الثاني 2019، بتظاهرة وتخطينا الحواجز ودخلنا لأول مرة إلى المرج الذي كان مقفلا امام الناس، ونصبنا الخيم واكتشف الناس جمال المرج وغناه البيولوجي المتنوع وآثاره التاريخية واهميته الثقافية واقتنعوا بوجوب تحويله الى محمية”.

وقال: “يعتبر مرج بسري حاجة زراعية للامن الغذائي في المرحلة المقبلة الظالمة التي ندخل فيها، حيث يمكن تحويله الى ارض زراعية خصبة، كما هو حاجة في حال توقفت كورونا ونشطت السياحة من خلال ادخال اموال صعبة الى البلد لأهميته السياحية البالغة ، فهو يربط صيدا بالبقاع، وتقع جزين عن يمينه والشوف عن شماله، والكل مرتبط بهذا الوادي الذي كان ممرا للقوافل والتجارة منذ بداية التاريخ.

فمدينة صيدا التي كانت اهم من صور في التجارة ايام الفينيقيين، كانت الطريق التي تمر في مرج بسري الخط الداخلي لربطها بالشرق الاقصى ،ولهذا نجد المعبد الكبير الذي بني على طريق القوافل، تماماً كما بني معبد بعلبك على طريق قوافل الداخل.

وختم: “لا ننسى فضل مجموعة من الاشخاص آمنت بهذا المشروع وهي مجموعة بدأت صغيرة تتظاهر تحت الامطار في مرج بسري ليس فقط من اهالي المنطقة انما ايضا من الناشطين البيئيين جعلوا شعلة القضية متّقدة، ولولا هذا الجهد والنضال لما وصلنا الى الانتصار اليوم ، ولمر المشروع ككل مشاريع الفساد وسط صمت مطبق. بسري ان شاء الله ستكون حجر اساس للتصدي لمشاريع مدمرة لطبيعتنا”.

المصدر:”الجمهورية”