شقيقة السمّان: قتلوه بالرصاص ورفضوا إعطاءنا “الدليل”

كان عرس مدينة طرابلس، “عروس الثورة” كما لُقّبت، صاخباً الاثنين الفائت، حيث نزل أبناؤها بالآلاف إلى شوارعها وإلى ساحة النور في وسطها احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية في وقت يواصل سعر صرف الدولار ارتفاعه مقابل الليرة، قبل أن ينتهي ليلها بمقتل فواز السمّان ابن الـ26 عاماً خلال مواجهات مع الجيش والقوى الأمنية. كما لفتت قناة “العربية”.

وشيّعت طرابلس أمس ابنها بحضور المئات، وتجددت الاشتباكات أيضاً فأطلق الجيش الغاز المسيل للدموع بينما أحرق بعض المشاركين في توديع فواز 3 مصارف.

فاطمة شقيقة فوّاز، التي كانت أوّل من نعته على صفحتها عبر “فيسبوك“، قالت في حديث مع الإعلامية جوني فخري عبر “العربية.نت” “إن شقيقها “شهيد الجوع، فهو كان يُطالب بأبسط حقوقه المعيشية نتيجة تردّي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية وتدنّي القدرة الشرائية”.

وحمّلت فاطمة الجيش والقوى الأمنية مسؤولية وفاة شقيقها، “لأنه توفي برصاص حيّ على عكس رواية الجيش وذلك بعد إصابته بنزيف حاد في بطنه”، حسب تعبيرها، مضيفةً: “حتى إن الجيش وعناصر مخفر درك التل في طرابلس رفضوا إعطاء الطبيب الشرعي تقريرًا أمنيًا يؤكد إصابة فواز أثناء التظاهرة في طرابلس. وهذا بحدّ ذاته يُثبت مسؤوليتهم بوفاته”.

كما حمّلت الحكومة الحالية التي يرأسها حسان دياب والحكومات السابقة مسؤولية وفاة شقيقها، “لأنهم لم يقوموا بواجباتهم تجاه شعبهم”، حسب ما قالت فاطمة لـ”العربية”.

وبحرقة سألت فاطمة “ما هي جريمة شقيقي ليُقتل بهذه الطريقة؟ هو وغيره ممن قتلوا منذ اندلاع شرارة الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول كانوا يُطالبون بأبسط حقوقهم. أهكذا يكون الردّ عليهم؟”.ومنذ اليوم الأوّل على بدء الحراك الشعبي في لبنان، كان فوّاز السمان من أبرز الذين يشاركون بشكل شبه يومي بالاحتجاجات التي نُظّمت في مدينة طرابلس التي تلقّب أيضاً بـ”أم الفقير”.

وأشارت “العربية” الى أنَّ فواز متزوّج ولديه طفلة لا يتخطى عمرها الأربعة أشهر وهو صاحب محل تصليح للدرّاجات النارية.

واعتبرت فاطمة أنَّ “هناك مخططًا من قبل السلطة لتجويع مُمنهج للشعب اللبناني من خلال صمّ آذانها عن المطالب المُحقّة من دون أن تضع خطة للإنقاذ الاقتصادي والمالي”.

وبحزم، أكدت “أن طرابلس لن تسكت عن حقوق أبنائها، وأي “شغب” كما تصفه الدولة اللبنانية هو ردّة فعل طبيعية تجاه ما يحصل، وسنُكمل الطريق حتى تحقيق مطالبنا حتى لو دفعنا أثماناً. ودم أخي لن يذهب هدراً”.

ويبدو أنَّ مطالب ثوّار طرابلس تخطت الدعوات الى إسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة. فبرأي فاطمة هذه المطالب باتت “مجرد شعارات وتفصيل صغير في مشوارنا الذي بدأناه في 17 تشرين الأول الماضي”.

وتابعت: “نحن نريد إسقاط حكم مصرف لبنان وقلب هذا النظام القائم على سلب الناس حقوقهم”.

وختمت قائلةً: “ثورتنا لن تنطفئ، لأنها ثورة حق. ثورة جياع ضد الطبقية. ومهما اشتدت السلطة في مواجهتنا لن نتراجع حتى تحقيق مطالبنا”.

المصدر:”العربية.نت”