أبطال بظّل “كورونا”.. شباب الـ”دليفري”: إنه زماننا!

0

كتبت ساندي الحايك في “نداء الوطن”: إضطر أكثر من 1.5 مليار إنسان حول العالم إلى المكوث في منازلهم. فجأة، ومن دون إنذارات مسبقة، تبدّل نمط الحياة، تغيّر سُلم الأولويات، وأُلزم الناس على التأقلم مع واقع جديد وسلوكيات طارئة. انحصرت اهتمامات غالبيتهم بالمبادئ الثلاثة الأساسية: الأكل والشرب، النوم والجنس. ووسط كل هذه التحوّلات، استولت مهنة واحدة على حيّز الاهتمام. ففيما كانت قبل هذا الوقت مهنة ثانوية، عادية، لا بل هامشية ودونية بالنسبة لعدد غير قليل من الناس، باتت في الزمن الكوروني خشبة خلاص، وأضحى كل من يمارسها “سوبرمان” عصره.ليس لهؤلاء لباس موحد، لكننا نستدل عليهم ببساطة. لا بزّات رسمية ولا ربطات عنق، بل مجرد حذاء رياضي وجينز وسترة. جميعهم ملزمون ارتداء مستلزمات الوقاية خاصتهم: خوذة للرأس، قفّازات في اليدين، ورداء من نايلون للاحتماء من التبلل في الطقس الماطر. جميعهم أيضاً ملزمون التقيد بإرشادات السلامة أثناء القيادة، لكن عبثاً يُنصتون. غالبيتهم يقودون دراجاتهم النارية كالمشاركين في سباق عالمي. يتحايلون على السيارات، ويمرون في ما بينها كالفارين من الشرطة. يزيدون السرعة من دون تفكير أو خوف مبتهجين كمن يتحدى الوقت. هل عرفتم عمن أتكلم؟ أجل، إنهم شباب “الدليفري”.
هؤلاء تحوّلوا من رجال عاديين إلى أبطال زمن الكورونا. لم يختبئوا في منازلهم، بل واصلوا زيارة منازلنا يومياً، وربما لأكثر من مرة في اليوم، حاملين بين أيديهم ما اشتهينا من مُتع للتسلية وقضاء الوقت. لم يختبئوا، بل استمروا في تلبية احتياجاتنا وممارسة عملهم من دون خوف رغم معرفتهم باحتمال محاصرتهم بالفيروس، في المصعد مثلاً، أو عند لمس النقود، أو حتى عند طرق الجرس. بالنسبة اليهم، إنه “زمن الواجب”. فبحسب مصطفى، وهو شاب مصري يعيش في لبنان منذ أكثر من 10 سنوات ويعمل في هذه المهنة منذ حينه، فإن “شباب الدليفري باتوا كالمسعفين، فلولا وجودنا لكان حُرم الكثير من الناس من ملذات كثيرة تُخفف عنهم شقاء الحجر في المنازل”، مشيراً إلى أن “الناس وجدت فينا خشبة خلاصها، خصوصاً في الأسابيع الأولى لإعلان حالة التعبئة العامة، فقد امتنع عدد كبير من الحضور إلى السوبرماركت حتى، كانوا يتصلون ويطلبون إيصال أغراضهم دليفري”.