في هذه اللحظة المفصلية التي تمرّ بها البلاد، ومع حلول الاستحقاق البلدي والاختياري، يرى “المنبر الحواري لمثقفي بعلبك الهرمل” أنّ المشاركة الواعية في العملية الانتخابية ليست مجرد فعل سياسي موسمي، بل هي مسؤولية مجتمعية تُعبّر عن التزام الفرد تجاه بيئته المحلية، وتشكّل أداة فاعلة في إنتاج سلطة خدماتية، شفافة، وقادرة على تلبية الحاجات الفعلية للناس.
إننا، كمثقفين معنيين بالشأن العام، ندعو أهلنا وكافة منتسبي المنبر على امتداد بعلبك الهرمل إلى الاقتراع الكثيف للوائح التي ترتكز على مشروع إنمائي واضح، وتتمسك بالثوابت الوطنية، وتُجسّد خطًّا من الوفاء التاريخي لمسار مقاوم، اجتماعي، وتنموي، حافظ على كرامة المنطقة وأبنائها في أصعب الظروف.
ولا يغيب عنّا أنّ التحولات الإيجابية التي طرأت على صورة بعلبك الهرمل خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى السمعة العامة، أو الاستقرار الأمني، أو استعادة المدينة لجاذبيتها السياحية، لم تكن وليدة المصادفة، بل نتيجة جهود تراكمية ووعي جمعي يرفض الفوضى والتهور.
وفي هذا الإطار، نُلفت إلى أن بعلبك والمنطقة على أبواب موسم اصطياف يشهد عودة متزايدة للسياح اللبنانيين والعرب والأجانب، ما يحتّم علينا جميعًا الحفاظ على مناخ الاستقرار والطمأنينة، وتكريس صورة المدينة كوجهة ثقافية وسياحية متقدمة، لا كبيئة طاردة أو محفوفة بالمخاطر.
من هنا، فإننا نؤكد رفضنا القاطع لأي مظاهر مسلّحة، وفي مقدمتها إطلاق النار العشوائي خلال أو بعد عمليات الاقتراع، لما تشكّله من انتهاك مباشر لأمن المجتمع وسلامته، وتهديد صريح لفرص النمو الاقتصادي المحلي. بل نذهب إلى أبعد من ذلك، ونعتبر أن:
كل من يُقدم على إطلاق النار، هو شريك في تقويض استقرار المدينة، ومُعادٍ لأوجاع أهلها الذين لم يشفوا بعد من مآسي الفقدان، ولا تزال آثار الألم ماثلة في تفاصيل يومياتهم.
إنّ الاستحقاق الانتخابي الراهن ليس مجرد منافسة بين لوائح، بل فرصة لإعادة تعريف الإدارة المحلية كمنصة لتقديم الخدمة العامة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، واستنهاض الطاقات الكامنة في المجتمع، بعيدًا عن الاستزلام والتبعية والاصطفافات الضيقة.
ختامًا، يدعو المنبر إلى التزام كامل بالهدوء، والاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع، وتعزيز السلم الأهلي، صونًا لصورة بعلبك الهرمل كمنطقة عريقة، حضارية، وواعدة بمستقبل أفضل.
المنبر الحواري لمثقفي بعلبك الهرمل
15 أيار 2025
