ان الاتفاق الايراني الاميركي الغير مباشر و بحسب عمقه وشموليته سيترتب عليه سيناريوهات عدة من شأنها ان تغير سير حركات المقاومة في المنطقة ! و سيتوقف على طبيعة الاتفاق ومجالاته (نووي، أمني، إقليمي)، لكن بشكل عام هناك عدة سيناريوهات محتملة ، فهل سيتأثر مصير حركات المقاومة، مثل حزب الله في لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، والحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله الحوثيين في اليمن) المدعومة من إيران ؟ و ما هو ردّ الفعل داخل حركات المقاومة ؟
لن يكون تأثير هذه الاتفاقيات تأثيرا جوهريا لان حركات المقاومة تستطيع ان تتكيّف مع المتغيرات ، فهي تمتلك قدرة كبيرة على التكيّف وقد تكون مستقلة جزئيًا عن إيران، و قد تُعيد تنظيم عملها لتجنب الضغوط الدولية، لكنها ستبقى ذات تأثير في مناطقها .
و رغم ان الدعم الإيراني “مالياً ولوجستيًا ” هو عامل مؤثر جدًا ، لكن حركات المقاومة اذا اخذنا حزب الله على سبيل المثال فهو ، يملك استقلالية نسبية وسيستمر في سياساته واولوياته حتى لو تغيّرت أولويات طهران و هذا مستبعد .
بشكل عام،لمعرفة مصير حركات المقاومة اذا كان مرتبط بمضمون الاتفاق (نووي فقط أم شامل؟) ، و مدى استعداد إيران لتقديم تنازلات إقليمية ، وهل تستطيع هذه الحركات ، الاستمرار دون دعم إيراني مباشر؟ وما هو موقف شعوب ومجتمعات هذه الحركات، خاصة بعد الحروب؟
هل ستتخلى إيران عن حلفائها ؟
طبعا ايران لن تتخلى عن حلفائها، وستحافظ على العلاقة السياسية والأيديولوجية كورقة احتياط.
فالتخلي الكامل صعب ومستبعد حتى لو حصلت على ضمانات أمنية حقيقية : مثلاً عدم استهداف نظامها أو حدودها و رفع كامل للعقوبات ، لان التخلي التام عن “محور المقاومة” يهدد صورتها كـ”قوة ثورية” ويضعف نفوذها، لذلك هو قرار مستحيل وغير مضمون النتائج.
والنقطة الاهم هي ان إيران لا ترى ان دعم المقاومة مجرد “تكتيك”، بل جزء من **هويتها الثورية والعقائدية**. لذلك، أي تغيير جذري فهو صعب و اذا كان سيكون بطيء، وتدريجي، ويصير وكأنه “تحول طبيعي” و ليس ” تنازل سياسي”.
إيران تعتبر حركات المقاومة شريك استراتيجي في مشروعها الاقليمي و ليست أذرعاً استراتيجية كما يصفها البعض ، و لا تتعامل معها كـ”أدوات” فقط، بل كـ”شركاء” أيديولوجيين ، و”أوراق قوة” وتعتبر نفسها جزءاً مما تسميه “محور المقاومة”.
و دعمها لهذه الحركات هو دعم “لمواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي” في المنطقة ،
فمن المنظور استراتيجي تشترك إيران مع هذه الحركات لتعزيز نفوذها الإقليمي، وتعمل بالتعاون معها من اجل التأثير على موازين القوى في الشرق الأوسط.
و تساندها في “ردع غير مباشر” في حالة التصعيد مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، دون الدخول في مواجهة مباشرة.
لكن من المهم التوضيح انه ليس كل ما تفعله هذه الحركات يتم بناءً على أمر مباشر من طهران.
وان بعض هذه الحركات لديها أجندات مستقلة تتقاطع أحياناً مع إيران وأحياناً تختلف.
و قد يظن البعض ان هذه الحركات قد تُستخدم كورقة تفاوض من قبل إيران، وفي حال حصول صفقة شاملة (تشمل اليمن، سوريا، لبنان)، قد تُقدم طهران على “ضبط” هذه الحركات مقابل مكاسب اقتصادية أو سياسية تعود بالفائدة على حلفائها لانهم شركاء معها في هذا الصراع ، و إيران ستواصل دعمها لتلك الحركات عبر كل الوسائل الممكنة أو بكل الطرق لانها تعتبرها حق شرعي في مواجهة الاستكبار العالمي ورفضا للظلم بحسب عقيدتها ومبادئها ، وهي دوما ما كانت تصرح انها تقف الى جانب حركات المقاومة دون احراج او خجل من احد و مهما كانت الظروف
في حال تعثّر الاتفاق أو انهياره، قد تعود إيران إلى تصعيد الأوضاع بالتعاون مع حلفائها كرسائل ضغط ضد واشنطن وحلفائها دفاعا عن مصالحهم و ردعا لاي عدوان محتمل ضدها .
الاعلامية غنى شريف