انبعاث “نادي شباب بعلبك الرياضي”

بقلم علي خيرالله شريف

 

من نادي النبي شيت إلى نادي شباب بعلبك، تطورٌ مبارك نحو العلا. كيف لا والانطلاقة كانت من عرين السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه، والتطور يستهدف شباب مدينة الشمس ومنطقتها بأسرها، للمساهمة في عملية الإنماء الذي “تشتهيه بعلبك الهرمل بين أيدي الناس”.

كان في قديم الزمان، في مدينة بعلبك نادي النسور الرياضي وبعده نادي الرسالة، وقبلهما وبعدهما العديد من النوادي والكثير من الأبطال ومن الأساتذة المخضرمين واللامعين في الرياضة والثقافة والمسابقات الكبيرة والمنافسات الرائعة. وكان فيها المكتبة العامة والندوات والدورات والمؤتمرات واللقاءات التي تُنعِشُ العقول وتُحيي القلوب.

وكان في قريب الزمان، في منطقة بعلبك الهرمل، نادٍ اسمه “نادي النبي شيت الرياضي”. تَدَرَّجَ في لعبة كرة القدم من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الأولى خلال فترة زمنية قياسية. يومها افتخرنا بالإنجاز، واعتبرناه خطوة على طريق ازدهار الرياضة في المنطقة، وما أدراك ما الرياضة إن ازدهرت في المجتمع. من ناحيتي لست رياضياً للأسف، ولكن يطيب لي متابعتُها وسماع أخبارِها بمختلف أنواعها، وهي دليل رقي، ولها من الإيجابيات ما تضيق لذكرها الصفحات. ولكن للأسف فوجئنا منذ عدة سنوات أن نادي النبي شيت قد تعَرَّضَ لِمَشاكل إدارية متفاقِمة أدَّت إلى عودتِهِ إلى الدرجة الثالثة التي كان فيها أول مرة، ثم إلى توَقُفِهِ عن العمل والانتاج.

منذ أيام، سمعنا أخباراً أثلجت صدورنا، بتشكيل هيئة إدارية جديدة لنادي النبي الشيت، وتغيير اسمه إلى “نادي شباب بعلبك”. وتغيير الاسم لم يكُن زُهداً باسم النبي الشيت الذي هو شرفٌ لمن يحمله، بل كان لإعطاء صبغة شاملة لنشاطات النادي تتوزع على كامل محافظة بعلبك الهرمل.

وسمعنا أن أعضاء الهيئة الإدارية الجديدة يتمتعون بمصداقية ونزاهة وأفكار نَيِّرَة وإبداعية. وهذا يبشر بالخير ويَعِدُ بإعادة انتشال النادي مما هو فيه من ركود ومن مشاكل. وقد وضعت الإدارة الجديدة خططاً طَموحة، وبدأت بانتقاء النوعيات المخلصة للعمل داخل النادي.

إذا صح ما يُقال عن كفاءة الإدارة الجديدة، فهذا فألُ خير، يجعلنا نأمل من أهالي بعلبك الهرمل، رياضيين ومحبين للرياضة، أن يتضامنوا معها لإعطائها الفرصة للعمل، عسى أن تتمكن من تحقيق أحلامها وأحلامنا على هذا الصعيد. وهذا سينعكس إيجاباً على طموحات الشباب والأجيال الصاعدة.

وبنفس السياق، نأمل من الفعاليات الحزبية والشعبية والسياسية، أن تصون النادي وكل النوادي الأخرى الموجودة والتي قد تنشأ، من الوصوليين ومن أصحاب الغايات والمآرب الشخصية، رحمةً بالمنطقة وأهلها وشبابِها.

نحن بحاجة ليس فقط لدعم هذا النادي وإدارته النزيهة المخلصة، بل بحاجة لتشجيع إنشاء المزيد من النوادي الرياضية والثقافية تضاف إلى جهود الخيرين الحالية في المنطقة، وبحاجة لإنشاء المزيد من الملاعب والمراكز الرياضية وصيانتها وتشغيلها بشكلٍ احترافي ودقيق، لإعادة إحياء الرياضة والمطالعة والفن، وكل الأنشطة الهادفة التي تُحيي القِيَم السامية الـمتراجعة خلال العقود الأخيرة من الزمن.

 

الخميس 6 حزيران 2024