كيديات وتصفية حسابات وتعيينات و… رئاسة جمهورية!

ما يحصل اليوم على الساحة المحلية ليس أمراً مفاجئاً بل كان متوقعاً في ظل تصفية الحسابات السياسية على خلفيات متعدّدة، ولا سيما على خط معراب بيت الوسط وكليمنصو من جهة، وبعبدا وميرنا الشالوحي من جهة أخرى، وثمة معلومات بأن هذا التصعيد جاء بعد أكثر من مؤشّر ومعطى سياسي، إضافة إلى لقاءات حصلت، ما أدى بالمحصلة إلى ارتفاع منسوب التصعيد، بحيث، وعلى الخط الدرزي استشعر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، أن هناك كيديات وتصفية حسابات تجاهه من قبل العهد و”التيار البرتقالي”، وأن رئيس الحكومة حسان دياب تلقّف هذه الكرة ومشى بها بعد أجواء عن لقاء جمعه مع النائب طلال إرسلان، وكان موضوع التعيينات طبقاً أساسيا بينهما.

وعلى هذه الخلفية، جاء رد جنبلاط بما معناه “على شَكلو شَكشِكلو”، أي أنه قرأ أن قائد الشرطة القضائية العتيد لن يكون من حصة المختارة، بحيث تاريخياً كل قادة هذا الموقع كانوا من المقرّبين جداً من الزعامة الجنبلاطية، وصولاً إلى التعيينات الأخرى، فكانت الرسالة واضحة، وبناء عليه بدأ جنبلاط بالقصف على بعبدا والسراي الحكومي، ليتناغم ويتواصل مع معراب وبيت الوسط اللذين بدورهما في مرمى العهد والحكومة بعد استئثار “التيار البرتقالي” بالتعيينات المسيحية، وصولا ً إلى الحملات الممنهجة التي استهدفت وزيري الشؤون الإجتماعية السابقين بيار أبو عاصي وريشار قيومجيان، ما يصب في خانة استهداف معراب والسعي لتجاهلها في التعيينات على الصعيدين الأمني والإداري.

وعلى خط موازٍ، فإن ما طاول المختارة ومعراب إنما انسحب على بيت الوسط بعد سلسلة مواقف نارية لرئيس الحكومة، اتهم فيها الحكومات السابقة والمتعاقبة بتفليس الدولة من خلال استهدافه الحريرية السياسية، وأعقب ذلك بزيارة الرئيس الأسبق سليم الحص من خلال رسالة موجّهة إلى بيت الوسط بأنه سيسير على نهج الحص، الذي كان على خلاف عميق مع قريطم ومن ثم بيت الوسط، ناهيك إلى الحملات المتبادلة بين “المستقبل” و”الوطني الحر” بعد انفراط عقد التسوية الرئاسية بينهما، وإعادة نبش دفاتر الماضي والتصعيد المتبادل.

وختاماً أنه وحيال هذه الوقائع والمؤشرات التي تنبئ بمواصلة هذا التصعيد، فإن اتصالات ومشاورات تجري علناً وبعيداً عن الأضواء بين “المستقبل” والإشتراكي و”القوات” على الرغم من التباينات السياسية بين معراب وبيت الوسط، ولكن المعلومات تؤشر إلى استحالة عودة الإصطفافات التي كانت سائدة في مرحلة 14 آذار، ولكن سيكون هناك تنسيق على مستوى عال بين الحريري وجعجع وجنبلاط لمواجهة استهدافهم من قبل العهد والحكومة ومن الطبيعي “التيار الوطني الحر”، وصولاً إلى التحضير والإستعداد للإستحقاق الرئاسي المقبل.

المصدر:”ليبانون ديبايت”