يقال إنّ المال السائب يعلّم الناس الحرام. يصحّ القول أيضاً إنّ “هبل” الناس يعلّم السياسيّين الكذب.فتعلّق اللبنانيّين ببعض القشور يدفع بالسياسيّين الى خداعهم ببعض المظاهر.
من هنا، نجد، على سبيل المثال، وزير الاقتصاد والتجارة يجول على الأفران. عملٌ استعراضيّ يقوم به الوزير، عن غير قناعة ربما، ولكن لإظهار حرصه على المراقبة وضبط المخالفات.حين يضطرّ الوزير للنزول الى “الميدان”، فإنّ ذلك يعني أحد أمرين، أو الإثنين معاً: أنّه يريد أن يستعرض ليوحي بأنّه يقوم بواجبه، وإما أنّ فريقٍ الوزارة فاشل ما يدفع بالأخير للقيام بمهمّته.
وكي لا نجعل من الوزير راوول نعمة مسؤولاً وحده عن هذه الظاهرة، يجب التذكير بأنّ هذا الأسلوب اعتُمد مراراً في السابق فعمد وزراء الى تسهيل حركة مرور السير وآخرون الى زيارة السوبر ماركت… حتى أنّ رئيس الحكومة حسان دياب زار سوبر ماركت أخيراً لمراقبة الأسعار، مع الكاميرات طبعاً.
وهذا الأمر، بالتأكيد، ليس من مسؤوليّاته.ما يهمّ الناس ليس زيارة رئيس حكومة أو وزير الى سوبر ماركت أو فرن، بل تخفيض الأسعار وحمايتهم كمستهلكين، وهذا واجب موظفين يتقاضون رواتب لا مسؤوليّة وزير يستعرض أمام الكاميرات.
على السياسي ألا ينحدر الى ما يريده الناس، على طريقة “ما يطلبه المستمعون“، بل من مسؤوليّته أن يحسّن الذوق العام. وحينها لا يضطرّ الى خداع الناس الذي يتعلّقون، والبراهين كثيرة، بمن يكذب عليهم من السياسيّين، حتى بتنا على ثقة بأنّ ما يصيب اللبنانيّين من مصائب يستحقّونه فعلاً.
المصدر:”Mtv” داني حداد