اجتماع لفاعليات الضنية بحث سبل مواجهة كورونا

استنفرت قضية ظهور إصابات بفيروس كوروناالمستجد في قضاء الضنية، أبناء المنطقة وفاعلياتها، الذين تداعوا إلى اجتماع، استضافته قاعة البلدية في بلدة سير- الضنية، للتداول بآخر المستجدات وبحث سبل مواجهته والوقاية منه، حضره النائبان جهاد الصمد وسامي فتفت، مسؤول مخابرات الجيش في الضنية الرائد عماد زريقة، آمر فصيلة الضنية في قوى الأمن الداخلي الرائد طارق حواط، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس اتحاد بلديات جرد الضنية غازي عواد، رئيس بلدية سير أحمد علم، رئيس رابطة مخاتير الضنية مصطفى الصمد ونائب رئيس الرابطة ساسين عون.

وأكد الصمد خلال اللقاء أن “التزام المواطنين بالحجر الصحي المنزلي غير كاف، مع أن الحجر جنب لبنان مخاطر جدية، وأن مصابا واحدا قد يصيب منطقة بأكملها، ونحن لا نريد أن نصل إلى مرحلة نغلق فيها المنطقة كلها، إلا إذا اضطر الأمر”، محذرا من أنه “سنندم كثيرا في حال خرجت الأوضاع عن السيطرة، مع أن الوضع في الضنية كان مقبولا نسبيا، قبل وقوع الإصابات الأخيرة فيها”.

ولفت إلى “تزايد حالات الفقر والعوز في لبنان، فمستوى الفقر في لبنان ارتفع في الآونة الأخيرة، وأصبح أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر”، داعيا إلى “استفادة أكبر عدد ممكن من المواطنين من المساعدات، مثل المزارعين الذين لم يكونوا ضمن اللوائح الأولية، بعدما أصبح المواطنون بسبب تدهور أوضاعهم المعيشية أمام خيارين: إما الموت فقرا، أو الموت بسبب فيروس كورونا”.

وطالب ب”تجهيز المستشفى الحكومي في الضنية أسوة ببقية المستشفيات الحكومية في لبنان”، مشيدا في الوقت نفسه ب”أداء وزير الصحة الدكتور حمد حسن العلمي والعملي”، موضحا أنه بعد اتصاله بالوزير أكد له أنه “سيرسل يوم غد إلى الضنية فريقا طبيا، لإجراء اختبارات عشوائية في مختلف البلدات والقرى، للتأكد من عدم وجود وباء مجتمعي في المنطقة”. وانتقد “أداء وزير الاقتصاد والتجارة الغائب عن السمع والوعي، برغم تفلت أسعار السلع الأساسية وارتفاعها بشكل جنوني، وكذلك غياب مصلحة حماية المستهلك، التي تبدو وكأنها غير معنية بما تشهده الأسواق من غياب تام للرقابة”.

واستغرب “غياب قائمقام قضاء المنية ـ الضنية رولا البايع عن الاجتماع، فهي أعلى سلطة رسمية فيه، كما أن ظهور إصابات بفيروس كورونا في القضاء والمخاطر، التي يحملها، كان يفترض أن يجعلها تستنفر كل الطاقات والجهود، ومتابعة التطورات لحظة بلحظة”.

بدوره، شدد فتفت على “ضرورة توعية المواطنين في مواجهة فيروس كورونا لمنع تفشيه”، مثنيا على “جهود وزير الصحة الذي يتجاوب معنا خلال اتصالاتنا معه، في كل القضايا بمعزل عن التباينات السياسية”، مطالبا الحكومة ب”الانصراف لمواجهة فيروس كورونا قبل غيره من القضايا والملفات، لأنه يأتي على رأس الأولويات حاليا”، مشيرا إلى أنه اتصل بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان “من أجل زيادة عدد عناصر فصيلة قوى الأمن الداخلي في الضنية، للمساعدة في تنفيذ قراري التعبئة العامة والحجر الصحي المنزلي”، داعيا إلى “عدم التهويل على المواطنين وإقلاقهم بموضوع فيروس كورونا ومخاطره”، معتبرا أنه “بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، فإننا لا نستطيع إبقاء المواطنين في منازلهم من غير تقديم المساعدة لهم”.

من جهته، قال علم: “عقدنا لقاءات مع مختلف القطاعات الاقتصادية والمهنية والحرفية في بلدة سير، وطلبنا منهم التعاون معنا والالتزام بقرار الحجر المنزلي، وقد تجاوب معنا القسم الأكبر منهم”، داعيا إلى “الاستعانة بعناصر شرطة اتحاد بلديات الضنية في سير وفي بقية بلدات الضنية، من أجل حث المواطنين على الالتزام بالحجر المنزلي”.

بدوره، أكد سعدية أن “اتحاد بلديات الضنية قادر على تقديم مساعدات للمواطنين المحتاجين والعائلات الفقيرة، سواء كانت المساعدات نقدية أم عينية، لكن لا يمكننا القيام بأي خطوة في هذا المجال، قبل الحصول على موافقة مسبقة من وزارة الداخلية والبلديات”.

بيان
وبعد الاجتماع تلا علم بيانا باسم المجتمعين، جاء فيه: “أكد المجتمعون ضرورة إلتزام الجميع بحالة التعبئة العامة، التي أعلنتها الحكومة، وبتعليمات وزراة الصحة العامة، لجهة إغلاق جميع المؤسسات والمحال العامة والخاصة، إلا وفق الشروط المسموح بها، ومنع التجول، ودعوة الأهالي إلى التزام الحجر الصحي والبقاء في بيوتهم وعدم الخروج منها إلا عند الضرورة القصوى، ودعوة الجيش والقوى الأمنية إلى التشدد في تطبيق الإجراءات والتدابير المتخذة بهذا الخصوص، وتحديدا ما يتعلق بالنازحين السوريين والدراجات النارية، وعدم السماح نهائيا بحصول تجمعات واختلاط بين المواطنين في الأماكن العامة أو الخاصة، خشية تفشي وباء كورونا بينهم، وحرصا على صحتهم وسلامتهم.

وطالب المجتمعون من أئمة المساجد وكهنة الرعايا في الكنائس في بلدات وقرى الضنية، الالتزام بالتعاميم الصادرة عن المرجعيات الدينية، بشأن إغلاق المساجد للصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة التراويح في شهر رمضان الكريم، أعاده الله على الجميع، وعدم فتحها إلا بعد صدور تعميم من دار الفتوى والمراجع الدينية المختصة.

وأمل المجتمعون من الأهالي، عدم التساهل أو الاستخفاف بهذه الإجراءات، حتى لا يصيب الضنية ما أصاب مناطق وأقضية لبنانية أخرى، لم تلتزم الإجراءات والتدابير الاحتياطية اللازمة، فكانت النتيجة تفشي الوباء فيها، ووقوع العديد من الإصابات بين المواطنين. سائلين الله أن يحمي الجميع من كل وباء ومكروه، وأن يزيل هذه الغمة قريبا، وأن تتجاوز المنطقة وكل لبنانوالعالم هذا القطوع بأسرع وقت ممكن”.

المصدر:”لبنان24″