تظاهرات “عنيفة” بانتظار حكومة دياب… إلا إذا!

يجدر بحكومة الرئيس حسان دياب أن لا ترتاح كثيرًا على وضعها. الشارع المنتفض منذ 17 تشرين لم يمنحها أصلًا مهلة سماح، كذلك الأمر معسكر الأخصام. وإن فعلها فذلك بدا كرفع عتب بانتظار المواجهة الكبرى. لكن بالتأكيد، رعاة الحكومة كما مؤيّدوها منحوها فرصة شابتها “تهديدات” بهزّ الهكيل الوزاري.

يجدر بحكومة الرئيس حسان دياب أن لا ترتاح كثيرًا على وضعها. الشارع المنتفض منذ 17 تشرين لم يمنحها أصلًا مهلة سماح، كذلك الأمر معسكر الأخصام. وإن فعلها فذلك بدا كرفع عتب بانتظار المواجهة الكبرى. لكن بالتأكيد، رعاة الحكومة كما مؤيّدوها منحوها فرصة شابتها “تهديدات” بهزّ الهكيل الوزاري.

اعلان

مهلة الـ مئة يوم التي ألزمت الحكومة بها نفسها على وشك الإنتهاء من دون تسجيل إنجاز على مستوى المصيبة باستثناء المواكبة المسؤولة والواعية في مواجهة فيروس كوفيد-19 مقارنة بكبريات الدول. على المستوى السياسي إتَخاذ قرار غير مسبوق بتعليقِ تسديد سندات اليوروبوند، وتحديد عبر الخطة الاقتصادية المعلنة الخسائر المتراكمة في النظام المالي للمرة الأولى في تاريخ لبنان، مع تطمين مبدئي للغالبية العظمى من اللبنانيين “أن ودائعهم بخير ولن تمسّ”.

وفي دراسة أجرتها “الدولية للمعلومات” تبدو الأرقام بالغة التعبير وخلاصتها: “أمام الحكومة فرصة ضيّقة ونهائية في الأيام المقبلة وإلا…”

فالتقييم بعلامة “جيد ومتوسط” لأداء الحكومة بنسبة 53% قابله إعتراف شريحة تصل الى 54% بأن الإنجاز الأهمّ للحكومة الحالية حتى تاريخه، هو احتواء أزمة الكورونا، في مقابل 31% من المستطلعين لم يروا أي أنجاز للحكومة الحالية حتى تاريخه. هذه الهوّة بين “الانجاز” (على مستوى ظرف استثنائي يتعلّق بتفشّي وباء) والـ “لا شيء” يشكّل جرس إنذار للحكومة. خصوصًا أن المستطلعين يرون أن الأولوية على أجندة الحكومة هو الوضع الاقتصادي مع تسليم 71% من هؤلاء بإحتمال عودة المظاهرات بعد إنتهاء أزمة كورونا، حيث ربط البعض مسألة عودة المظاهرات بقدرة الحكومة على معالجة الوضع الاقتصادي. فيما أشار 37% إلى أن التظاهرات ستكون “عنيفة”.

وكان لافتًا أن نسبة 53% من المستطلعين اختارت حسان دياب كرئيس الحكومة المفضّل في هذه المرحلة، في مقابل نسبة 13% لم تختر أي إسم!! يشي ذلك، بنوع من الانقلاب على أعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين، أو لا مبالاة حيال أي مرشّح آخر إن كان محسوبًا على انتفاضة الشارع أو من نادي المرشّحين التقليديين.

“الدولية للمعلومات” كانت أجرت يوميّ 14 و15 نيسان 2020 استطلاعًا عبر الهاتف لرأي عيّنة ممثلة من اللبنانيين (500 استمارة) من مختلف المناطق والطوائف والفئات العمرية حول موقفهم من أداء الحكومة في زمن الكورونا ومطالبهم منها.

في تقييم أداء الحكومة، وَصَف أكثر من نصف المستطلعين أداء الحكومة الحالية حتى الآن بالجيد/المتوسط (58%)، مقابل 9% فقط ذكروا أن أداء الحكومة الحالية بشكل عام هو سيئ و8% سيئ جداً. كما أنه من الملفت، وفق الدراسة، أن نسبة 17% من المستطلعين ذكرت أن أداء الحكومة الحالية ممتاز حتى الآن.

وبرأي المستطلعين احتلّ الوضع الاقتصادي الموضوع الأول الذي يجب على الحكومة معالجته ضمن سلًم الأولويات بنسبة (17%)، يليه معالجة أزمة الكورونا (15%)، الحدّ من ارتفاع الأسعار (13%)، تمكين المودعين من سحب أموالهم من المصارف (12%) واستعادة الأموال المنهوبة (11%). كما طالبت نسبة 8% الحكومة بوقف ارتفاع سعر الدولار و7% بتوفير المواد والمساعدات الغذائية.

أما الإنجاز الأهمّ للحكومة الحالية حتى تاريخه، فقد جاء “احتواء أزمة الكورونا/الإنجاز الصحي” في المرتبة الأولى بدون منازع (54%)، مقابل 31% من المستطلعين الذين لم يروا أي أنجاز للحكومة الحالية حتى تاريخه.

وعن احتمال عودة المظاهرات بعد إنتهاء أزمة كورونا، عبّرت نسبة 71% من العيّنة عن اعتقادها بعودة المظاهرات بعد انتهاء أزمة الكورونا، وإن ربط البعض مسألة عودة المظاهرات بقدرة الحكومة على معالجة الوضع الاقتصادي بعد انتهاء أزمة الكورونا، فإن نجحت الحكومة في احتواء الوضع الإقتصادي ومعالجته سيخفف ذلك من ضرورة النزول الى الشارع للمطالبة بلقمة عيش كريمة.

أما عن نوعية المظاهرات، فقد ذكر 37% من المستطلعين أنها ستكون “عنيفة” اذ أن الشعب قد “جاع” و”طفح الكيل”، مقابل 22% من الذين عبّروا عن اعتقادهم بسلمية المظاهرات المحتملة بعد انتهاء أزمة الكورونا.

ولدى سؤال المستطلعين عن رئيس الحكومة المفضّل لديهم في هذه المرحلة، ذكر أكثر من نصف المستطلعين تفضيلهم للرئيس حسان دياب (53%)، مع كل الجهود المتظافرة التي تبذلها حكومته لمعالجة مختلف الأزمات- لا سيما الكورونا- وهذا شيء لم يألفوه في أي من الوزارات السابقة. كما ذكرت نسبة 13% أنها لا تفضل أحداً لهذا المنصب، ونسبة مماثلة أجابت بـ”لا أعرف”، في حين توزعت إجابات 21% من المستطلعين على أسماء عديدة أخرى.

وعلّق رئيس مجلس إدارة “الدولية للمعلومات” جواد عدرا في تغريدة على حسابه عبر “تويتر” على نتيجة الدراسة، قائلًا: “تخطئ الحكومة حين تظن أن الفرصة المعطاة من الناس لم تقارب النهاية وتخطئ القوى الساعية لإسقاط الحكومة إذا ظنت أن الناس تريدهم مجددًا ويخطئ الدعاة لـ 17 تشرين أنهم سيتصدّرون الثورة القادمة”.

وفي قراءة للأرقام، قالت خلاصة الدراسة، “يفاجئك اللبنانيون بصبرهم وحكمتهم حيناً وبمدى تسليم أمورهم للقدر وللزعامات السياسية أحياناً أخرى. هم واقعيون حين يعطون للحكومة الحالية فرصة وحين يعتبرون أن “الصحة أهم شيء”. وهم منصفون حين يقولون أن أهم انجاز للحكومة الحالية هو الحد من تفشي الكورونا، وهم ساخرون أو ثائرون حين يقولون أن الإنجاز الثاني الأهم بعد ذلك هو “لا شيء”. ويتأكد ذلك في الحديث عن التظاهر المرتقب في إجابات الأغلبية الساحقة بأن التظاهرات واقعة لا محالة بعد الكورونا والترجيحات أنها ستكون عنيفة.

واقعيون همّ وغاضبون من زعاماتهم حين يختارون حسّان دياب رئيساً للوزراء قبل جميع الرؤساء السابقين.

منصفون همّ حين يقولون أن هذه الحكومة “تعمل”. ولعلّ قدر هذه الحكومة أن تحظى على ثقة الناس لا لأنها ارتقت إلى طموحاتهم بل لسببين سلبيين:

الأول: غضب أو يأس من الزعامات التقليدية.

الثاني: كورونا.

إذاً لا محبة بزيد بل كرهاً وخوفاً من عمر”.

لقراءة نص الدراسة اضغط على الرابط التالي 
https://bit.ly/2RLHvRQ
المصدر:”ليبانون ديبايت”