كتبت الأديبة راوية المصري تحت عنوان : كورونا تجتاح الأخلاق
في عشرينات القرن الماضي كانت فلسطين ملفى لطالبين العلم والرزق للمحيط العربي، حيث كانوا يترددون للعمل والتعليم والثقافة، وكان اللبنانيون لهم حصة الأسد حيث كانت مدينتي حيفا ويافا جاذبة للكثير من اللبنانيين لوجود ميناء في كل منهما.
ولكن بسبب النكبة وتهجير الفلسطينيين من ديارهم من مختلف الطبقات الإجتماعية ومن ضمنهم عدد كبير من المثقفين الذي هجروا قسرا مع اللبنانيين العائدين، كان لهم دور كبير جدا بتطوير الإقتصاد، الثقافة والتعليم والفن في لبنان.
وكان لبنان المستفيد الأكبر من نزوح أصحاب رؤوس الأموال الأغنياء الفلسطينيين، وهذا ساهم بشكل كبير في صناعة الحياة الثقافية والفنية، وكان لهم دورا مهما في تطوير البحوث والدراسات العلمية .
ولابداعات الفلسطينيين فضل كبير في اكتشاف المهارات الفنية كما اسهم في اكتشاف عمالقة الفن اللبناني وديع الصافي والسيدة فيروز.
وإشعال الفتنة التي ذهب ضحيتها مئتين ألف ضحية غير الجرحى والمهجرين،ومن راقب مجريات الأحداث أثناء الحرب الأهلية أو كلف نفسه بالقراءة يعرف ماذا أقول ومن المعيب والمخجل والمؤسف أن يأتي أحد الأطراف بعد ثلاثين عام على الحرب الاهلية البغيضة ويحمل الفلسطيني سبب إشعال الفتنة.
فعلا أن كنت لا تستحي أفعل ما شئت، يا للعار لجريدة تسمي نفسها الجمهورية فبدلا أن تعمم القيم السامية والمحبة والفكر الجمهوري الحر تبث الكراهية وتنشر السم بتزوير الحقائق وزرع الحقد في عقول الطفولة البريئة، نفوس دنيئة، لا تبت للانسانية بصلة ، بدل أن تستخدموا منبرا يفيض منه التسامح والمحبة بالتزامن مع الجمعة العظيمة، وزمان الوباء الذي يفتك في كل كبد حي، والعالم حزين يحتفل في هذه الأيام بعيد الفصح المجيد بيوم سيدنا المسيح رسول المحبة والسلام الفلسطيني والذي ولد على ارض فلسطين، فهو بريء من أصحاب القلوب السوداء وبريء من كل من شجعك على رسمك البذيء.
عندما نتكلم عن الحرب الاهلية اللبنانية من غير العدل أن نحمل للفلسطينيين أسبابها ونغض الطرف عن التقسيم الطائفي الفرنسي بإعلان لبنان الكبير وتقسيمه مزارع طائفية، ولا ننسى أن الجميع شارك في هذه الحرب المشؤمة وكان يحضر لها على نار هادئة .
وما كان الفلسطينيون إلا الحجة الذي اتخذها البعض لأهداف تقسيمية طائفية واضحة.
هل اعميت الأبصار؟ هل الأحقاد الدفينة تطل براسها السام عبر جريدة الجمهورية في هذا الوقت بالذات ولماذا؟
هل برأيك أيها المبدع عندما يداك خطت هذه الكلمات السامة، وهذا التشبه الظالم، ماذا حدثك ضميرك حينها هل صفق لك؟ في عصر الوباء والفقر المستشري في الوقت الذي تقوم مبدعين العالم واطبائها ومفكريها بأختراع دواء لهذا المرض القاتل أنتم تبثوا الكراهية والعداء؟
بهذا العمل الذي لا سلمت يداك عندما فكرت بالقيام، بماذا فكرت او بماذا انوعدت بوظيفة افضل أو بحفنة دولارات خسئت أنت وامثالك الحاقدين، من أين ما كنت، وإلى أي طائفة أو مذهب أو دين تنتمي.
تشبيه الفلسطيني بجرثومة الكورونا ما هو إلا زرع للفتنة البغضاء التي يستنكرها كل حر في هذا العالم ، لعن الله الطائفية والعنصرية في جميع أنواعها ولعن الله من يحاول ايقاظها.
المصدر:”الجارديان”