مع انخفاض عدد إصابات كورونا اليومية في لبنان واتجاه عدد من الدول إلى تخفيف القيود الاقتصادية والاجتماعية، نشر مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس أبيض سلسلة تغريدات سلّط فيها الضوء على مجموعة من الوقائع التي لا بد من الالتفات إليها قبل اتخاذ القرار بتخفيف إجراءات التعبئة العامة.
وأوضح أبيض أنّه يمكن تعلّم دروس كثيرة من بشري، مشيراً إلى أنّ نسبة العدوى المجتمعية كادت أن تبلغ 10%. ولفت أبيض إلى أن فيروس كورونا ينتشر بسرعة في البيئات المترابطة اجتماعياً، متسائلاً عما سيحصل إذا ما كانت نسبة الإصابات بالفيروس مشابهة في أماكن العمل المكتظة والجامعات والسجون ومخيمات اللاجئين…
وتابع أبيض قائلاً إنّ أسبوعاً قد مر من دون أن يتم إخضاع سكان بشري الذين يقل عددهم عن 1000 نسمة لفحص كورونا، قائلاً إنّ قدرة لبنان على إجراء الفحوص “لا ترقى إلى المستوى الذي ننشده”. في المقابل، لفت أبيض إلى أنّ انتشار الفيروس إلى مناطق أخرى يبدو محدوداً، “وذلك بسبب إجراءات التعبئة العامة الصارمة بشكل أساسي”.
في السياق نفسه، أخذ أبيض سنغافورة التي سبق أن انتشرت فيها عدوى “سارس”، معتبراً أنّها قدمّت نموذجاً لجهة احتواء انتشار كورونا. وأوضح أبيض أنها احتوت انتشار الفيروس وسيطرت على الإصابات الجديدة، مبيناً أنّها تجري 12 ألف فحص لكل مليون نسمة. وهنا، استدرك أبيض أنّ سنغافورة سجلت 447 إصابة جديدة بكورونا أمس، وهو أعلى عدد إصابات تسجله في يوم واحد، موضحاً أنّ الفيروس انتشر في مهجع مخصص للعمال المهاجرين ذووي الدخل المنخفض.
وشرح أبيض أنّ عدد الإصابات في المهجع تواصل الارتفاع في حين أنّ الإصابات الأخرى قد استقرت. ومع تسجيل 447 إصابة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ارتفعت الحصيلة في سنغافورة إلى 3 آلاف و699. وذكرت قناة “آسيا” الإخبارية المحلية، أن وزارة الصحة في البلاد أصدرت بيانا، الأربعاء، أوضحت فيه إصابة 447 شخصا بالفيروس في يوم واحد. وأكدت القناة أن هذا المعدل من الإصابات يعتبر الأعلى على أساس يومي حتى الآن، مضيفةً أنّ 404 من الإصابات الجديدة، جرى رصدها في أماكن إقامة العمال الأجانب.
يذكر أن سنغافورة التي يبلغ عدد سكانها 5.6 مليون نسمة، كانت من أوائل الدول التي انتشر فيها الفيروس بسبب موقعها المركزي في جنوب شرق آسيا، وعلى الرغم من ذلك سجلت إصابات وحالات وفاة قليلة نسبياً. ونجحت سنغافورة نسبيا في الحد من انتشار الفيروس، حيث سجلت طوال شهر آذار إصابات يومية لم تتعدى المئة، مقارنة بالبلدان المجاورة، وذلك بفضل التدابير الوقائية التي أقدمت عليها، ومنها إغلاق الحدود باكراً وتقييد حركة التنقل.
وعليه، خلص أبيض إلى أنّه عند الحديث عن تخفيف قيود التعبئة العامة، لا بد من تذكّر الآتي:
1. لا بد من أن تكون القدرة على إجراء الاختبارات وتعقب المرضى وعلاجهم عند أفضل مستوياتها.
2. تخفيف القيود سيتم بشكل تدريجي.
3. قوتنا تكمن في أضعف ما لدينا.
4. الانتكاسات ستحصل لا محالة، فهذا ماراثون وليس سباقاً.
وأمس، نقل “لبنان 24″ عن مصادر نيابيّة معنيّة بملف كورونا قولها: “من الآن وحتى نهاية الشهر الحالي، تتشكّل نقطة الفصل بتحديد مسار لبنان مع كورونا، وهناك خياران لا ثالث لهما: إما الإنتصار وإما الغرق في آتون تفشي الوباء بشكل أكبر”.ووفقاً للمصادر عينها، فإنّ “إمكانية تمديد التعبئة العامّة لمدّة إضافية بعد 26 نيسان قائمة إلى حدّ كبير، على أن تمتدّ هذه المهلة حتى النصف الأوّل من شهر أيار المقبل، ولو أنّ عدد الإصابات يتراجع، والقرار في ذلك مرهونٌ بدراسة كافة المعطيات الميدانية والطبيّة”. وأضافت:”في الواقع، فإنّ عدد الفحوصات اليوميّة في لبنان ما زال قليلاً إلى حدّ كبير، وهذا الأمر لا يعتبر أرضيّة خصبة تمهّد لإنهاء حالة التعبئة، لأن المعطيات والأرقام التي سيتم الاستناد إليها لذلك لا تكفي في هذه المرحلة، والأمر يتطلّب انتظاراً أكبر لجلاء حقيقة ما سيحصل، ومع هذا فإن انهاء التعبئة بشكل غير مدروس مجازفة”، قائلةً: “الأهم في هذه المسألة هو مقاربة الخطّة الأساس للخروج من التعبئة العامّة شيئاً فشيئاً، وهذا الأمر يحتاج إلى ضمانات علميّة في بادئ الأمر، والحياة لن تعود إلى طبيعتها”.
المصدر:”لبنان24″