أفلام المساعدات الكرتونية… “كورونا العطاء ووباء الكاميرا”!

ليبانون ديبايت” – روبير فرنجية”فيروس” مساعدات العائلات الميسورة للعائلات المستورة ومساعدات الشاشات عبر الشاشة ومساعدات الاثرياء للفقراء أوجع من وباء كورونا.

تصوير “السلفي” على طريقة “عم ساعد والحصة الغذائية خلفي” واستصراح الذين يتلقون الصناديق الكرتونية أبشع من استصراحهم حين يدلون بأصواتهم المدفوعة والمُسدَّدَة في صناديق الاقتراع.

بين حصصِ أهل السياسة في ملف التعيينات وحصصِ المحتاجين في قضيةِ المساعدات كم نحن بحاجةٍ الى لقاحٍ إنسانيٍّ يؤنسِن العطاء من دون استعراضِ أوزانِ السكر والعدس والبرغل والرز لأن الناس “شبعت من رز عنجهيّتهم وفوقيّتهم وبورجوازيّتهم المستوردة”.

مساعدات الكثير من البلديات والجمعيات ليست أكثر تواضعًا واحترامًا للناس المحتاجة الى سندٍ، وهل أبشع من صوتِ زوجةِ رئيسِ تلك البلدية النائية وهي تُخاطب زوجة أحد الموظفين وتقول، “شلنالكن بدل الحصة حصتين انتو من عضام الرقبة… امتى بدك تعمليلنا طنجرة ورق عريش (ورق دوالي العنب)؟”.

لم نستغرب هذا التسجيل المُسرَّب والمقزز فنحن في بلدٍ زوجة النائب “نائبة” علينا وعلى المجتمع وعقيلة الوزير وزيرة في المجلسِ وقرينة المدير العام مديرة عامة وخاصة وزوجة “ريّس البلدية” ريسة وزوجة المختار مختارة وزوجة الخوري خورية و….

المساعدات في ظلِّ هذه الازمة الاقتصادية الضاغطة والخانقة تتم بغالبيتها توزيعًا وتعميمًا عبر مكبّراتِ الصوتِ بعد دفن مقولة “العطاء باليمين من دون أن تدري اليسار” في نعشٍ كرتوني يشبه كرتون صناديق المساعدات والمساهمات والمساندات.

لقد لاقت سرّية المساعدات حتفها ووافتها المنية بعد صراعها مع “كورونا” وهزم الفيروس. وأقلّ ما يُقال في تلك المساعدات أنّها “أفلام كرتون” لكن مضمونها ليس الرسوم المُتَحَرِّكة بل الناس غير المُتحرِّرَة من الطفرِ.

ليس كلّ من يمدّ يد المساعدة من صنفِ هؤلاء فهناك أكثرية وأقلية بعيدًا من الفرز السياسي. أكثرية توزِّع المساعدات على أضواءِ فلاشات عدسات المندوبين والمراسلين وأقلية توزِّع الاعاشات في عتمةِ الليالي على نورِ هاتفِ المتطوعين.

شبعنا من رز تبرعات الاكثرية. شبعنا استعراضات في الانسانية المستوردة والطارئة. استثمار العطاء فيروس لا علاج له ولا يستقبل حامله أي مستشفى وربما أدويته تؤمَّن من ريع عرض مسرحية المساعدات التي تطوف المدن والقرى والبلدات والزواريب في باصاتٍ تطلق العديات والزمامير على غرار عربةِ بيعِ المثلجات في السبعينيّات التي كانت تجوب الاحياء مُطلقة من مكبرها أغنية المطرب محمد جمال “آه يا أم حمادة”!

المصدر:”ليبانون ديبايت”