العين على الجنوب والاصبع على الزناد بانتظار انحسار كورونا

مع كل تقدم لقوة اسرائيلية على خط الحدود مع لبنان يتصاعد التوتر، و من الواضح أن إسرائيل توجه رسائل ما إستدعى تكثيف الطلعات الجوية في سماء بيروت و الضاحية، لكن للتحرك الميداني عند الحدود مدلولات أخرى لا بل  خطيرة.

آخر التوترات، تقدم جرافة عسكرية اسرائيلية برفقة قوة مشاة مؤلفة من 24 عنصرا لبعض الوقت الى الأراضي اللبنانية المتحفظ عليها  في “خلة المحافر” جنوبي بلدة العديسة، حيث نصب جنود الاحتلال  خيمة بداخلها أجهزة، ما دفع بالجيش اللبناني و”اليونيفيل” الى الاستنفار حتى انسحبت هذه القوة وعادت ادراجها وراء الجدار الاسمنتي.

“حزب الله” هو من  يمسك فعليا كل منطقة الحدود عسكريا من خلف انتشار  الجيش اللبناني وقوات الطوارىء الدولية “المراقبة”، بل و تتابع  الوضع عن كثب  بتفاصيله، فهذه الخروقات الاسرائيلية مستمرة منذ اشهر عدة، ولم تغير ازمة كورونا شيئا في الواقع الميداني، لناحية  الاستنفار الدائم  ورصد التحركات عند  الحدود الجنوبية.

منذ أن انخرط في الحرب السورية في العام 2011  يتعامل “حزب الله” مع الوضع على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية بحذر شديد،  فهو يتجنب أي تغيير في قواعد الاشتباك، حتى عندما تتحرك القوات الاسرائيلية باتجاه الاراضي اللبنانية يكتفي الحزب بابلاغ الجيش اللبناني و”اليونيفيل”  ويتولى هو المراقبة مع رفع درجة الاستنفار في صفوفه.

امتنع “حزب الله” عن الرد على الهجمات الاسرائيلية المتكررة عليه وعلى القوات الايرانية او الميليشيات الحليفة في سوريا، انطلاقا من الاراضي اللبنانية، أو حتى من داخل الاراضي السورية، باستثناء حالات قليلة. فالاولوية عند قيادة الحزب تكمن بإدارة الصراع مع اسرائيل لكن  داخل سوريا . وقد جاءت التطورات الداخلية اللبنانية نهاية العام الماضي، وخصوصا الثورة الشعبية ضد النفوذ الايراني، لتكبح  نسبيا جماح الحزب في مواجهة اسرائيل .

منذ بدء ازمة كورونا التي طالت الجانبين: اسرائيل ولبنان، وفي وقت تتعثر العملية السياسية داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، تحدثت معلومات عن اعلان  “حزب الله” التعبئة  رقم ٣ في صفوف تشكيلاته العسكرية في لبنان، وهي تشمل استنفار بعض المجموعات البرية ،والوحدات الصاروخية الدفاعية، والتي تستخدم للمعارك المباشرة المحددة في الوقت والمكان، وليس للحرب المفتوحة. وهذا الاستنفار لا يزال قائما حتى اليوم، مع حرص شديد من “حزب الله” على عدم ارتكاب اي خطأ قد يؤدي إلى حرب  شاملة .

بالامس و مع تقدم القوة العسكرية الإسرائيلية، رفع “حزب الله” من درجة الاستنفار وطلب من عناصر الوحدات الصاروخية القريبة والمتوسطة المدى الموجودين في أكثر من منطقة لبنانية، الالتحاق بجنوب لبنان تحسّباً لأي عمل عسكري – أمني قد تقدم عليه إسرائيل،ولكن تدخل قوات الطوراىء الدولية حال دون أي تصعيد في الموقف عبر  سحب فتيل الانفجار .

هذا التطور في نوعية استنفار “حزب الله” معطوفا على اصرار اسرائيل على العمل في منطقة حدودية مختلف عليها، بالاضافة الى تطورات سياسية كثيرة داخل لبنان واسرائيل، توحي كلها بأن ثمة تصعيدا في الافق، والمسألة تنتظر انحسار ازمة كورونا، ولو جزئيا .

المصدر:”لبنان24″