بعد مشاركة الأسد في قمة جدة…هل ستفتح صفحة جديدة بين العرب وسوريا ؟

جاءت مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد، في القمة العربية التي انعقدت بمدينة جدة السعودية، لتسدل الستار على “قطيعة” في العلاقات العربية – السورية، ولتشكل بداية صفحة جديدة بين دمشق والعواصم العربية

ويرى مراقبون أن مشاركة الأسد تشكل خطوة مهمة نحو تنقية الأجواء العربية، وضمان عودة الأمن والاستقرار لسوريا بمساعدة العرب.

واعتبر خبراء أن عودة سوريا للعرب وعودتهم لها، ضرورة ملحة تمليها اعتبارات الأمن القومي والمصالح العليا العربية المشتركة، وسيسهم في إخراج سوريا من الأزمات التي عصفت بها طيلة أكثر من عقد من السنوات، وعودتها للعب دورها العربي الكامل

البند المتعلق بسوريا في البيان الختامي لقمة جدة

تضمن البيان الختامي للقمة العربية إشارة واضحة للسعي العربي لمساعدة سوريا للخروج من محنتها، وهو ما عكس وفق مراقبين مستوى التقدم الحاصل في العلاقات بين دمشق وبقية العواصم العربية.

وجاء في البيان الختامي للقمة العربية:

نرحب بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، الذي تضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها، ونأمل في أن يسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية، ويحافظ على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي، وأهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها، اتساقا مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة.

صفحة جديدة

وفي السياق، يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دمشق الدكتور عقيل محفوض، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، “إن حضور الرئيس الأسد في قمة جدة، كان مصدر اهتمام كبير، ومثل لحظة فارقة في الأزمة بسوريا، وفي العلاقات السورية العربية، وفي القمم العربية”.
وأضاف: “لقد كشفت مشاركة سوريا حجم الجهود التي بذلت من قبل مختلف الأطراف وخاصة السعودية وقبلها الإمارات وغيرها لتذليل العقبات، ومدى حرص العواصم العربية، على بدء مرحلة جديدة في السياسات العربية حيال دمشق، وقد لاقتها سوريا في هذا المسعى، وأبدت استجابة نشطة بهذا الخصوص”.

وبحسب محفوض، فقد “عبّر البيان الختامي بوضوح عن أن العودة السورية ليست مشروطة، بل هي عودة تامة العناصر والأركان”، وأضاف: “مع هذا، تضمن البيان أولويات السياسة السورية مثل التأكيد على وحدة سوريا وسيادتها، ورفض وجود قوات أجنبية غير شرعية، ودعم دمشق ومساعدتها في تجاوز الأزمة، وهذه رسالة مهمة لكل الرافضين أو المتحفظين على عودتها إلى الجامعة العربية.

تكليل الجهود العربية

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية في القاهرة الدكتور رائد العزاوي، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إن عودة سوريا للقمم العربية كانت ضرورة ملحة، وهو ما مهد له قرار عودتها لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية قبيل انعقاد قمة جدة، بفعل الجهود العربية الكبيرة في هذا الصدد”.
ولفت إلى أن “صُناع القرار العرب الآن يدركون جيداً أنّ حل الأزمة السورية ووقف تداعياتها على مختلف الدول العربية، يقتضي عودة دمشق لمحيطها العربي، وأن هذه الأزمة هي نتاج تجاذبات وصراعات داخلية سببها التدخلات، وبالتالي فلا بد للعرب من لعب دورهم بإنهاء هذه الأزمة”.

ووفقاً للعزاوي، فقد “بادرت العديد من الدول العربية بالانفتاح على دمشق للبحث عن سبل لحل الأزمة السورية، والتي هي أزمة مركبة خارجية وداخلية، حيث يحتاج السوريون من أجل تكريس السلام في بلادهم لقطع دابر التدخلات السلبية، وهنا تبرز ضرورة الدور العربي في وقف هذه التدخلات وقطع الطريق أمامها”.
وأكمل: “ما حصل في جدة هو تكليل لكل ذلك، ويفتح الباب أمام إنهاء أزمة سوريا ومعاناة شعبها، حيث من الضروري لاحقاً إنهاء أشكال الاحتلال العسكري الأجنبي لأجزاء من سوريا من قبل قوى إقليمية ودولية، والتي تسهم في تسعير الصراع وتأليب السوريين على بعضهم، وتعريض وحدة بلادهم ومجمل الأمن القومي العربي للخطر”.